الجمعة، أغسطس 01، 2008

ليلة العبور والعراء-- نص شعري :خالد أخازي-

يوما ما حتما سأموت...
يا ويلي لو مت بعيدا عن حدائق الكلمات...
يا بؤس روحي إن سافرت بلا علامات...
من كلمات...
ترسم للرحيل الأخير...
طريق الرحيل....
وتوزع في غياهبه...
بريقا وصهيل...
فللروح مع الصهيل والهديل
والخرير والهدير...
ألفة من زمن ودم
تجرد وحشة السفر الشهير...
من عباءاتها الملتفة حول الطريق...
يوما ما حتما سأموت...
سيفقد الجسد مركبه المضيء...
سيفقد اللسان بهلوانه الجميل...
ستغيض النظرات...
ستسقط فواكه وجودي الأخيرة...
على شفتي ...
ولن تمتد يدي لكنس الظلال...
سيغادر الضوضاء الجميل...
إناه الخزف العريق....
قد أنظر حولي نظرة من بهاء...
بحثا عن نبع الضوء الكثيف...
قد أحاول تركيب العبارة...
للقول:" ليس الرحيل كما تظنون...
عنيفا ...
رهيبا..
سقوطا في الظلمات....
أو اندثارا بين الذرات...
إنه تغيير سريع...
في لون الروح ووجه العبور..
إنه اقتصاد بديع...
في رحلة التراب...
نحو مصابه المجهولة..."
سأموت يوما ما...
حتما يوما ما...
و يا ويل روحي لو كان العبور...
بلا كلمات ولا نجوم ....
بلا قناديل وفرتها الروح...
ليلة العبور والعراء..
بلا قصيدة أخيرة...
ترسم المسار للضياء...
وتخفف عني صدمة الخروج..
من الوجود
نحو الوجود.

السبت، يوليو 12، 2008

كتابة عابرة على كتابة جارفة...بقلم خالد أخازي

المبدع المجدد بوزيان حجوط
ها أنت تطل من جديد من شرفة النبض اليومي للشعوبالعربية المثقلة بالهموم والحدود والنكسات والحسرة…لم يثنك عن ” شاعريتك ” المتميزة بالمفهوم البنيوي هلوسة من أرادوا أن يزرعوا بذرة شك في حدائق إبداعك…ه اأنت تملك الجرأة لتنوب عن الصامتين …القابعين في سحاب الخوف والدهشة..وتعلنها إرادة جماهيرية شعبية للشرق…كفضاء مجازي وليس جعرافي /يهرب من تصانيف الجغرافيين ليسير شرقا متعددا في كل مكان محاصرة فية الأنفاس وموؤدة فيه تطلعات الشعوب…لا يهم أن ينبري في زاوية ما من خرائط الكتابة دعي أو خبير يلبس لبوس النقد ولسكت الصوت الحر..ينال من المبدع بدل توجيه النقد والتحليل للخطاب والنص…هنيئا لك مبدعا….ومشاكسا….ولحوحا….وقويا لا ينال من قيمة كتاباتك مخبرون موزعون في المنتدياتهمهم الوحيد نشر اليأس وتبخيس الكتابات المتمردة..سأقول لك أيها المتوهج مضيئا درب عشاق الحرية..محرقا سياط جلادي الهوية…أنك وفي لقيمك وخطك الإنساني ولا زلت تفجر الشكل من الداخل فاتحا أسئلة كبرى عن التجنيس والتصنيف الخطابي…إذا كانت لنصوصك هوية إنسانية فإن هويتها النصية متمنعة عن التجنيس الخرافي..وبذلك يكون السؤال من خلال هذا النوع من الكاتبة….أي نص جديد ما بعد حداثي لمجتمع في حاجة إلى مصالحته والفكر والأدب والمبدعين ؟…دمت منألقا…مضيفا من غابات الإلحاح حطبا في صدور الحاقدين ….التافهين….المجندين في خفاء للقيام بدور جمارك القول في ثوب النقاد أو المبدعين…
.سلام عليك حتى مطلع النص القادم من شرق الكتابة الحالم
خالد أخازي
قصاص بدون تأشيرة اتحاد كتاب المغرب…
شاعر بدون بركة فقهاء الشعر وجوازات ولاة النظم.

إنه الشرق" يحلم بحاكم عربي عادل لاأكثر

بقلم :ذ. بوزيــــان حجــــوط شاعـــر وكاتـــب ساخر رئيس رابطة المبدعين المغاربة بالريف المغرب

أنا الموقع أسفله ، أنا الشرق في كامل قواي العقلية . أراني أحلم ..ولو أوتيت حكمة وقوة الكلام والإرادة لقلت في وصيتي ما قبل الأخيرة ما يلي:”أيها الحكام .. أيتها الشعوب المغلوبة على أمرها ، إني منكم ، إني قطعة منكم ، إني جزء من ذرات الدم التي تجري في عروقكم منذ أربعة آلاف عام ..ولكني الآن أخجل مكانكم ، أخجل من نفسي ، حين أرى صورتكم قاتمة بلا ألوان مفرحة وربيعية . أنا الشرق أحلم دوما بحكام عادلين جدا ؟؟؟ فوق أرضي الرحبة هذه . رقيقون .. بسطاء للغاية . لاتلمع وراء ظهورهم ، ولا بين أياديهم الخناجر القصيرة المزركشة بالشر و بالذهب الخالص لافرق؟ .ولا تجري دماء السفك والجبروت بين شرايينهم الملكية أو الرئاسية أو الأميرية . هم مبتسمون وبشوشون دوما ، أحلم أن أراهم يتجولون في الساحات الخلفية دون حراس حتى التخمة ، أو حد إعلان حالة الطوارئ على طول البلاد كما يحصل أحيانا هنا وهناك ..أو جيش من كلاب فوق العادة . لايخجلون وهم يصافحون كل عابر سبيل مر قرب مواكبهم الفاخرة.وبتواضع جم. أنا الشرق الحالك الظلمة أحلم يوما ما، أن أرى حاكما عربيا عادلا..؟؟؟ .. ويقرأ كتب الشعر ، ويعشق المتنبي ، ويبحث عن آخر المعلقات النفيسة حين يلج مطار لندن ، أو متاحف اللوفر بباريس ، بدل استمتاعه بجرعات زائدة عن الحد من شمبانيا الباريسية الفاخرة وهو يتمايل على إيقاعات – السامبا البرازيلية؟. هو حاكم عادل لاينام كثيرا ، يختفي في زي ثوب فلاح يتفقد الرعية ، هل نامت سعيدة هذه الليلة.ويعو أدرجه فرحا وسعيدا إلى فراشه دون أن يراه أحد. أنا الشرق أحلم بحاكم عربي واحد على الأقل؟؟؟ يعفو كثيرا عن خصومه وإن ارتكبوا حماقات شتى ، فقلبه تملأه الرأفة ، قبل الكراهية ، والمحبة قبل غضبه الشديد والقاسي ( عكس ما يقع الآن قد يحرقون نصف الوطن ،ويهجرون نصف الشعب جراء نزوة عابرة ). أنا الشرق أحكي .. أحلم بحاكم أشد ما يكرهه كلمات ثلاث : فساد - اضطهاد - ظلم .أي يرفض أن يصافح أو يجالس ” الفاسدين وما أكثرهم على طول خريطتنا العربية وبمختلف أحجامهم وأصنافهم ، وطبقاتهم ، من وزن الريشة ، والذبابة ، مرورا بوزن الديك والثعالب ، ووزن الدببة ، وصولا لوزن الفيل وما بعد الثقيل.إنه لايطيق أن يراهم يتجولون فوق إمارته. إنه لايطيق أيضا أن يرى دمعة مظلوم ، أو فوق ملامح مواطن صالح .يرفض أن يسمع أن وطنه الرحب تنتهك فيه أحد بنود حقوق الإنسان والحيوانات معا؟. قطعا سيشكل لجان تقصي الحقائق نزيهة ، وجلسات استماع موسعة ليعم العدل والعدل ولا شيء غير العدل الكامل.. أنا الشرق الغارق في جراحه النازفة أحلم أن تختفي المسدسات ، خاصة المسدسات الكاتمة للصوت التي تجهز على حين غرة على الحالمين بغد أفضل وكل الشرفاء الأحرار . وتختفي معها المدافع وحقول الألغام والسيوف ، لتعلن هدنة طويلة الأمد ، مع الجلادين الذين سيصبحون في بطالة قاسية ومفتوحة حين يختفي – الظلم ، وكل أشكال الشطط الغير القانوني للقوة ، وهكذا سيختفي الظالمون ، والجلادون تباعا. فيما تبقى المشانق فارغة على عروشها؟؟. ومن مخلفات الماضي الكريه والأسود. أنا الشرق المثخن بالكدمات شرقا وغربا ،أحلم بسماء فوقي لايحدها بصر ، مفتوحة الأجواء ، لا جواز سفر كل عشرة أميال أو فراسخ معدودة .سماء زرقاء تماما ، ولا جيشا جرارا من شرطة الحدود التي تشك في كل شيء ، وحتى في الحمام العابر للقارات للتزاوج أو الشمس الدافئة. وهي تطبق القانون اللاقانون أيضا وبمنتهى حذافيره دون أدنى تمييز. بدعوى زائفة أنها تحرس على سلامة الوطن ،بل تحرس زخات رياح الحرية القادمة من الغرب الديمقراطي صوب الشرق اللاديموقراطي. أنا الشرق أحكي ، كيف أني أبكي كل مساء ، حين أرى كثافة هذه المتاريس من حولي ومن كل الجهات ، فأزيلوا عني هذه المتاريس القبيحة ، إنها تؤذي أجزاء حساسة من جسدي الآن الآن. أنا الشرق أتساءل لم كل هذه الجيوش الجرارة المحيطة خلف باب منزلنا الخلفي ، فقد تستطيع هاته الجحافل كلها أن ترمي بإسرائيل في البحر دون كثير مشقة .وماذا عن هؤلاء المخبرين ، هل ليحصوا أنفاس مواطني ، وكم فيها من كمية المواطنة والخنوع والطاعة ..؟ أنا الشرق ..الحالم أن يغادرني قطاع الطرق والسارقون بمختلف طبقاتهم إلى غير رجعة،أن يغادرني كافة اللصوص من درجة وزير فوق العادة إلى أرذل موظف حكومي. أن يتركني الجلادون في سلام ،أن يأخذوا إجازات مفتوحة مدفوعة سلفا ،لتألف أياديهم الخشنة غرس وردة ، وقراءة كتاب عن العدل ،وعن قيم التسامح و..,و وبدل أن يفتخروا أنهم أضافوا جماجم جديدة إلى سجل أمجادهم الواهية،والدموية . أنا الشرق المفعم بالصرخات الكاتمة والمدوية ، أحلم أن تعلوني الزهور البرية وفراشات مرجانية الألوان، بدل أن تعلوني كشافات تحصي أنفاس الشرفاء خاصة.، وتختفي من حولي كل هذه الأسوار القبيحة ،والشاهقة والباردة . وأن تأتيني قبل الفجر سرب نوارس من جهة بحر المتوسط ، وزنابق شتى جهة جنوب الصحراء، ويزحف فوقي في دلال، مروج ربيع فاتن يهم عناقي آتيا جهة الشام ، مفعما بشذى قبلات أهل الخليج وكل الشام. الآن سأحاول أن أنام ولعل صرخاتي ورسائلي قد تكون قد وصلت إلى من يهمه الأمر- بإصلاح حالة الأمة – من المحيط إلى الخليج . وأني قد أصبحت الآن لا أكاد أحتمل كل هذا الذي يحدث فوقي من مآسي وشرور وعبث..وفوضى عارمة ..وجنون يفوق التصور ..وكوارث بالجملة و………. فاللهم اشهد أني قد بلغت. ————————— للتعليق والتواصل مع الكاتب يرجى الكتابة إلى :hajjout@gmail.com

الأحد، يونيو 22، 2008

من يريني أنثى العقاب ؟ بقلم خالد أخازي

أيها المبدعون لا تبحثوا عن شفاء لكآبتكم...
فإنها نبع إبداعكم...
اختاروا إذن بين الكآبة أو التفاهة ...
*******
من يملك الجواب: أين عش الغراب...؟
هذا .....
يطير قرب الأبواب...
يحط أينما شاء
كأنه القضاء ...
كأنه بقعة وحم رعناء...
تخافه الكلاب والقلاع...
من يملك الجواب ؟
أين يضاجع الغراب المزركش..
الرماد والأشلاء...؟
أين يطعم صدأ الزنا زن والأغراب...؟
أين ينشر مقابره ...؟
أين مشانقه....؟
أين "يكلب" الجلاد...؟
من يملك الجواب: أين عش الغراب...؟
عساني أصالح أنثى الرماد....
********
يندس عقلي نحو الغور...
في دواخلي الغابرة
بحثا عن الجواب...
عن مصدر الشقوق....
في مرآة البروق
بحثا عن أصل هذه الكآبة...
في ممرات العروق..
من أين أتت كل هذه الكآبة ؟
وقد أقصت كل فرح من قثاء...
والتهمت كل بسمة من كيمياء..
وهل سقوف الوجود...
غير هذه الرعود ..
في العروق والشقوق..؟
مجرات الدواخل..
في فلك الحزن...
تدور...
وتدور...
هل من فلك جديد يغير لون أجرامي ؟
هل من كوكب في عوالمي يغير دورة كآبتي ؟
أي كآبة هذه...؟
تحاصر الكلام والخطى
تكبل الحلم والشذى ؟
ذكريات....
وجمرات تنضجها غاباتي الليلية ...
جمل تسقط كالحمم...
صور قاتمة بلا وجوه...
غرابة ولوعة واعتصار
في بحيرة اغتسالي الليلي....
من يملك الجواب:
أين عش الغراب...؟
عساني أصالح أنثى الرماد....
من يملك الجواب..
أين منجم القتاد...
عساني ألين هطول الأحزان...
لأزلت ألج من بوابة الصدر....
تضاريسي الغابرة....
بحثا عن مصدر الحمق...
في ينابيع الطفولة …
من يصدق؟
أن خوفا قديما...
أو رعشة سحيقة....
أو ندما منتعشا....
يلبس لبوس الكآبة...
ويعلن..
أنها الطفولة الجريحة...
لازالت تسافر عبر العمر...
تفجر نبع حزن هنا...
أو تربك جلسة صلح...
بين قراصنة الذات...
آه...
حتى كآبتي تختار وجه مدينتي...
مدينتي التي تاهت عني منذ طفولتي..
مدينتي تكتفي بالنظر من عين الطفولة...
وتضع في كل مساء صورتها القديمة...
في سجل الليلة...
وتمضي تاركة ظلها ...
وما تبقى من وجهها...
نامت في الإسمنت الرتابة
أين حديث الناس؟
أين حكايا الجدات وأساطيرنا الدافئة ؟
أين الناس في البيوت؟
لم يعد في البيوت إلا البيوت..
وطلال الناس..
أين نبع هذا الحزن المزهو بهويته الزئبقية؟
لابد أنه في مكان ما...
في هدم الدواخل....
في مكر السواكن....
في مستنقعات الذات الراقدة...
في دغل من غابات الطفولة...
في غرف الأحلام الباردة....
لابد أنه في مكان ما
في ناحية ما...
على أدراج كوميديا الدواخل...
أين ورشة كآبتي ؟
أيصنعها الدهر في الخرب...؟
أم ترحل بها السنون في بحر العمر..؟
أ في عرق الجلاد والسياط..
أفي أحزان الناس ...
أفي غرابة وطني...
أفي حيرتي من وطني...
لم يعد يتسع لأحلامي..
أفي خرافة الشعراء...
لم يعد في شعرهم ممر للفقراء...
أ تأتي من أثر مسافر...
في رحلة الخلية ...؟
من دم إلى دم....
إلى أن يشرب الأثر...
كأس العودة في عقل الحيرة....
فتعلن الكآبة نفسها ...
قدرا من دخان...
يسكن رعشة الجسد...
ويشرد السكينة في قبو الغفوة..
لا زلت أعود كل مساء...
إلى دواخلي ...
علها تمنحني رقصة مع أطياف الخرائط الغابرة....
لكني محبط كل ليلة...
لا الدواخل تمد جسر العبور...
ولا العقل يفتح باب الحبور....
ولا الصدر يتسع لكل هذا الحزن...
آه...ليته كان حزنا....
من أحزان الدنيا...
له دمع وحداد وواحة..
له نبع وزناد ولغة...
آه...كآبتي...
نار أحطب للهبها...
بيدي من أغصان عمري...
آه....كآبتي جلاد...
أصنع سوطه بيدي كل مساء...
من حبال الروح و الوجدان...
كل مساء....
أقف عند باب الذات المحترقة ...
أحاول فهم هذا الجحيم....
فيزيد فهمي حماقة ناري...
أحاول الوصول إلى نبع كآبتي...
فيزداد دفقها على غربتي...
من يريني أنثى العقاب ؟
علني أقطع عنها نهر الحياة.

جائزة إنانا السنوية لأفضل مدونة أدبية

شروط المشاركة :
- أن تكون المدونة شخصية - اختصاصها : أدبي - لغتها الأساسية : العربية - أن يكون المترشح عضو ناشط في منتدى إنانا الأدبي ويقدم ترشيحه مباشرة وبشكل شخصي من خلال الرابط التالي : http://www.inanasite.com/bb/viewtopic.php?t=11555 - يمكن لغير الأعضاء أن يرشحوا مدوناتهم من خلال مراسلة مدير الموقع على الإيميل التالي : mourad_poete@hotmail.com ( مع ضرورة أن تكون المراسلة بعنوان : جائزة إنانا السنوية لأفضل مدونة أدبية ) وسيتم منح أصحاب المدونات المقبولة عضوية المنتدى - وضع رابط منتدى إنانا ضمن المواقع الصديقة للمدونة المترشحة تفاصيل عملية انتخاب أفضل مدونة : تتم عملية انتخاب أفضل مدونة على 3 مراحل : المرحلة الأولى : من 1 - 9 الى 20 - 9 - تشكل لجنة تحكيم لانتخاب أفضل 10 مدونات المرحلة الثانية : من 21 - 9 الى 15 - 10 - عملية تصويت أولى لانتخاب أفضل 5 مدونات ( يشارك في عملية التصويت أعضاء منتدى إنانا ) المرحلة الأخيرة : من 16 - 10 الى 15 - 11 - التصويت النهائي لاختيار أفضل مدونة أدبية تمنح للمدونة الفائزة : - شهادة تقدير ويكرّم صاحبها - برنر اشهاري - اشهار مجاني في موقع إنانا لمدة سنة - نشر رابطها في المجموعة البريدية لإنانا ومواكبة جديدها معا من أجل ثقافة عربية حرة , مبدعة ومناضلة

الجمعة، يونيو 20، 2008

الأرض تلفظ أبناءها نص سردي بقلم محمد فايح

تعالت الأصوات... نواح غريب عبارة عن مزيج من خشونة الرجال و ورقة الأطفال ...نسوة يتسابقن في اتجاه غير محدد و دون معرفة الهدف.. .وجوه شاحبة تشققت بفعل تعاقب البرودة و الحرارة. نظرات إلى السماء بعيون غزاها الاحمرار.رؤوس حليقة وأخرى كثة.... شفاه متشققة... صدور نحيفة... عقارب ميتة.. .بقايا عظام لنعاج وحمير وماعز تحت نبات الصبار الشوكي ...كلاب هزيلة تحاول النباح بصعوبة. كيف أمكن لها أن تتناسل؟ ..أرجل تنتعل نعالا بلاستيكية وأخرى حافية. أنواع من الطيور والغربان تحلق فوق الرؤوس على علو ليس بعيد . يوم ليس كباقي الأيام... الكل يتساءل...ماذا حدث...؟ الجواب لا يملكه احد حتى فقيه الدوار هرول بحركات تثير السخرية... تعثر أكثر من مرة.. قاوم سقطة كبيرة سببها له الجلباب الطويل كادت أن توقعه في بئر جفت منذ توالت سنوات القحط على هذه المنطقة ... حفر كثيرة أصبحت فضاءات مشرعة لبقايا مختلفة وحيوانات نفقت في السنوات القاسية . تساءل الناس عن السبب وتضاربت الأجوبة ... هناك من أعاد الأمر إلى الأرواح الشريرة أو تمادي الكبار في الرذيلة.... الكذب.... النفاق... المراوغة ...المكر كلها أسباب ....لكن ابن القرية الذي أصبح معطلا بعد أن نال إجازة في عاصمة البلاد في علم اجتماع كان يخوض في كل مناسبة سارة أو حزينة جدال يسبب له متاعب كثيرة مع الأهالي ...الطرد المهين من مجالسهم وفي أكثر من مرة واجه شتى النعوت بالافتراء والكذب وهو يدحض ما يروج بالعقل... ويربط الأسباب بالمسببات تزداد المعاناة وهذا المعطل الذي تعرف في سن مبكرة على أهم النظريات... يعيشها مزدوجة...عطالة....فقر...جفاف وعالم غارق في ثقافة غرائبية. ..جرى الجميع في اتجاه التل ... الغبار يتطاير ..أقدام... رؤوس.... حركات هرولة.. مشي بطيء...استراحة... مواصلة.. والغبار يتطاير... سحابة تحجب الرؤية .....التحق بهم من بقي بالدوار من أطفال وعجزة ... الكل يتحرك حسب طاقته في حيرة من أمره. نسي الجميع ما عاشه من أوضاع مزرية كبروا وترعرعوا فيها ...تخلف احد كبار الفرية وهو يلتفت يمينا ويسارا لم يجد من يوجه له سؤالا محرجا سوى المعطل: ألم يعد ما يشدنا لهذه الأرض سوى رصيد من الذكريات والنكسات والمغامرات؟ لم ننعم بالطمأنينة قط ....أهذا قدرنا ؟ حتى الطبيعة قاسية علينا على حيواناتنا.... كلاب الصيد لم نجد ما نطعمها . .. الآبار جفت... كأن الشمس مستقرة في مكانها فوق الصدور الظمآنة.. الأصوات بحت... النسوة نسيت الغناء والمواويل ...الأطفال وحدهم يرددوا ترنيمات رغم الوجع والضنك كأن لم يكترثوا بما يقع... لا معنى للرحيل بالنسبة إليهم.. يفتح الجوع طريقه نحو العيون والعقول ...حرك فيهم رغبة البكاء والصياح كما هو الشأن بالنسبة لباقي الحيوانات... قطط وكلاب وحمير إلا كلاب الصيد ترفض الاستنجاد... تفضل إن تموت واقفة كما الأشجار على أن تعيش على الفضلات لأنها اعتادت إن تأكل من طعام معبق بعرقها وعدوها بعد عناء وكد وجهد … بكى الصياد كلبه السلوقي...الكلب يحتضر...قاسمه رغيفه...انسحب الكلب بعيدا... ترك الكسرة وبحث عن نسيم بارد يبرد * قيظ لوعته..توقف... استمر في المشي..تحت الكرمة الهالكة مد جسده...أغمض عينيه..... لا..لا.. لم يمت... للكلاب سبعة أرواح وللسلوقي أكثر... هذا ما ردده العجوز في نفسه ... واصلوا السير تاركين وراءهم بيوتا طينية واطئة هجرتها الكثير من الأسر واستقرت بالمدن ... دور فارغة إلا من الأنين والألم والحلم . ورائحة الطين . أنواع من الحشرات تكثر في الفصل الجاف... خلف التلة تحلق الجميع حول جثة رجل من رجالات القرية ممدة نهشت السباع جهازه التناسلي و أطرافا متعددة من الجسد النتن.....امتصت الأرض ما سقط من قطرات الدم .. تبادل الجميع نظرات قوية وحزينة .... ساد صمت التحق... الساخرون بالحلقة .... خيم جو جنائزي.. أزاح احد الشبان قميصه وغطى وجه الجثة....أخد الجميع يفكر في مكان الدفن... أو الرجوع إلى الدوار قبل غروب الشمس...

الجمعة، يونيو 13، 2008

الرجل الذي يتفقد أشلاءه نص سردي لمحمد فايح

قبل ان ينسل من فراشه تفقد كل اعضائه وأيقن انه لم يفقد شيئا يذكر .وبنظرة حزينة حملق في اركان سقف الغرفة .اشعة قوية تسربت من شقوق النافذة الوحيدة التي نخرها التسوس وشكلت مع خيوط العنكبوت التي نسجها بفوضوية لوحة سريالية رائعة حاول ان يتذكر شيئا من حلمه لم يفلح .... جدار اسمنتي حال دون ذلك اخترقه وجه بشع ويدان باظافر متقوسة... .تناول ساعته اليدوية تدحرج بين الرغبة في الخروج او المكوث كعادته ....جدار اخر من الصمت حاصر الغرفة و في عناد غير معهود صمم ان يكون هو ذاك الذي كان لكن سرعان ما اخذ الجدار يكبر ...يعلو يعلو يعلو يعلو.....حاول الصراخ دون جدوى كرر ذالك اكثر من مرة تذكر لحظة الميلاد ...تذكر المخاض واول صرخة فاستبد به ندم شديد" ترى ما سبب مجيئي لهذا العالم الذي اعلنت التفاهة حالة طوارئ لم تنفع معها اية محاولة لاعادة الامور الى حالتها الطبيعية " سؤال كان يردده كلما اغواه الجلوس باحدى المقاهي التي يفضلها عن فضاءات اخرى تشعره بالخواء والفراغ القاتل.
اعلن السيد س افلاسه وقرر ان يعلق بطاقة على الباب ويخط عليها المرجو عدم الازعاج ولو لبضعة ايام ...وكل محاولة من أي كان ستبوء حتما بالفشل او ستؤدي إلى ما لا يحمد عقباه ... لا حاجة لي باي شيء من تفاهتكم من اكل وشرب .. وثرثرة بئيسة .. والمعذرة .....لكم جميعا دون ان استثني احدا... احكم اغلاق الباب بعد ان جاذل بالتي هي احسن وامتدت يده للورقة والقلم واعتقد انها اللحظة الهاربة التي طاردها اكثر من نصف العمر دون جدوى . وصارت في نظره مناسبة للظفر بمتعة الكتابة بعد سلسلة من الافلاسات والنكسات ..التي توازي انتصاراته في الفراش ..فقط..دخل في حوار داخلي دون ان يعرف الى اين سيصل ...ترى لو حضرت كما ولدتها امها ...ولم تطل المقام ...او اعتذرت كما فعلت اكثر من مرة ....استبد به خوف شديد واخد يفكر في القصيدة الثانية وهو لم يكتب حتى الاولى بعثر كل اغراضه تبول عليها بعصبية وهو يتخيل طقوس الوداع لمن ستزوره وجال ببصره في تقاسيم هذا الوجه البهي الذي حاول اكثر من مرة ان يطبع علية قبلة او عضة ...او يجعل منه وطنا ياويه للحظات. او يبعثر كل شيء ويعيد بناءه من جديد كي تستقيم الامور. بحركة سريعة انتصب في ركن الغرفة كانه يمتثل لاوامر مخرج صارم وهمهم بكلمات غير مفهومة ...قرأ صك الاتهام في حق قصيدة عنيدة تحرض ضده البوح وتدفع بالكلمات نحو العصيان المدني وتفتح كل الابواب والشرفات على تضاريس الالم ودروب الاغتراب ... \انتقل السيد س من مكانه بكرة مختلفة تماما عن الحركة الاولى وركز كل نظره على الزاويةاليسرى للغرفة وهو يدحرج بعض كلماته المتقطعة بشفتين ذب فيهما نبيذ قوي دون خجل او احساس بالنقص ردد" انني كاتب فاشل .....وانتم السبب ....وانتم السبب..." ساد صمت جنائزي غرفة السيد س اغتصبته دقات قوية على الباب .....فاستفاق مذعورا ...وتابط بعض كتبه ..ودون ان يتناول شيئا هرول نحو مقر عمله .. ليقاجئه الحارس بنبرة حزينة بانه مطرود من العمل بسبب التاخير وادمان قراءة الكتب في اوقات الاستراحة...

الأربعاء، يونيو 11، 2008

فصول مصلوبة بقلم الشاعر : رياض الشرايطي - تونس -

هذا الكفّ المصاب بعشق النّهود......
كفّي..
وهذه البلاد و إن جفّت مزاريبها....
بلادي..
و الخطوة الملتحمة بغبار السّفر الصّعب....
خطوتي....
و الوجوه المتأرجحة بين رياح السّؤال....و السّجون.
ورديء الخمور...
أهلي.....
والمرأة النّابتت خلف سرو القلب لدّميم..
يشجّها آجرّ الأقلام....
قدري.......
والكلام وإن كُفكف منه كلّ الكلام....
كلامي........
والأبواب وإن غلّقت
على قفى المكان...
مداخلي......
والأطفال وإن هم ليسوا من مائي.....
أطفالي........
والخرائط لي...
ولي كلّ خزائن البلح الممشوق سكّرا وزعافا ....
وأنا....يا أنا..
مجيول بسواد الحانات..
ورقص زوربا المفضوح في الحلم القديم....
أخفض هامة خمري قليلا..
ليستقيم المساء..
و أعاشر منامي كزوجي ..
و أخلف في الأرض حبقا معوقا
في مراجل الّذين فاتوا تحت السّماء الأولى للغربة..
و الأخيرة......
وأنا....يا أنا..
منعوت بحبّ القبور ......
و إن أفرخت من روحها....
ألتصق بصرير الكمد فيّ ....
و أنتبه إلى فروة الأشياء... أشيائي..
أمرّر عليها جسدي ...إن لدعتني هي لي ...
و زوربا المسجون في قفص الحركة ..
منذ اللأزل يدميني...
و الرّاح وإن نضُح دمها المكويّ بجنون السّلف ترويني ............

الثلاثاء، يونيو 10، 2008

دلتا الدار البيضاء----------بقلم خالد أخازي

اللعنة
....……...
كلما حضرتني قصيدة باردة
ابحث لها عن معطف في أزقة مدينتي البائسة
فلا أجد في فيترنات العارضين
غير الفراء ودعوات مجانية
لقضاء ليلة دافئة
في أندلسيات مراكش
اللعنة !
تقف القصيدة طويلا
.....................
تراقب ليلا مومسات بلدي وهن يوزعن
بؤسهن ....
لذة للعابرين.....
للسكارى....
من أين قدم كل هذا العار؟
الباحثون عن طوق نجاة من خواء....
يشترون السراب في الحانات
وعلب ليلية ماكرة
ترمي الرساميل ....
في دلتا الدار البيضاء...
بعيدا عن مصب بحار بلدي...
تسأل عن رجال بلدي...
هيهات....
رجال البلد يسكرون في الأحراج
رجال بلدي سكنوا الأبراج
رجال بلدي في سياحة...
في أقصى قطب مجمد
وحينما يعودون للشارع....
لا نعرفهم في عباءاتهم الجديدة..
اللعنة.. !
القصيدة تقف عند العتبات....
في الدار البيضاء عالمان...
عالم للنوم على الأدراج....
في حضن الإسفلت الرخامي.
في الخرب والمغارات الحضرية....
في البراريك العارية...
في الدور المتهالكة .
في العلب الإسمنتية الفاضحة.
وعالم للسهر في كورنيش عين الذئاب.
دلتا بلدي
لأنهار الرشاوى وعصر الأثداء
أطفال بعيون العجزة
سلع يومية....
لحمقى ...لمهوسين
يلمعون غرور الأبدان..
يوزعون الشكولاطا والعلك
في الحانات والزوايا...
وبعض الناس
يشترون ليمنحوا لزمنهم فرصة الانتشاء..
وبعض الناس
يشترون ليتلقطوا نبض الشارع والأنباء...
وأكثر الناس لا يشترون....
لأنهم محنطون.
نساء في ثوب الحداد....
يساومن العزاء بالكراء....
يساومن القضاء بالخفاء...
مرضى يخترقون قلاع التجهم...
بقصف الوصفات الطبية الثقيلة....
بطون كجراب الغنكر.....
أين مستشفيات بلدي؟
أين كنوز بلدي ؟
في الدار البيضاء كل شيء صفيح
السكن والحلم والنسيم...
عدا أصحاب الكلاب الناذرة...
عدا من يسكنون دلتا الدار البيضاء...
بعيدا عن جغرافيا القلق..
بعيدا عن هبوب الريح.
اللعنة. !..
اللعنة. !..
كيف تمر القصيدة في الدار البيضاء....؟
وتلبس لبوس الإغريق والبهاء.....
وتنتعل أحذية باريس واستوكهلم....
وفي بلدي كل الهراء...
اللعنة. !..
أنا والقصيدة
كي نفرح لا بد أن نستحم في بركة الزقاق...
عاريين إلا من ثوب السؤال
" أين ينتظر الصباح في الدار البيضاء....
دورة في دورة الزمن...؟
خالد أخازي
ا لدار البيضاء المغرب 08/06/2008

الاثنين، يونيو 09، 2008

"الدخول"* نص شعري ليوسف التيجاني

"الدخول"*
* "الدخول" نص انكتب قبل ثلاث سنوات لكنه أفصح عن نفسه خلال جلسة معمدة برحيق الدوالي ومعانقة هسيس الذات المتلحفة بحمق المدينة-طبعا المدينة الإسمنتية، المدينة الشبح البيضاء 07/06/2008

الساعة الخامسة صباحا
شباك مفتوح
المدينة عارية تماما
إلا من أضواء المرور
أزيل كل الثياب عني
ونغوص أنا والمدينة
في البحيرة التي غادرها المكان
رجاء...
إن أردتم الخروج إلينا
فانقروا الباب المفتوح
سأرتدي لكل نقرة ثوبا
وانزع جلدي حتى
لحبيبتي التي غادرت طفولتنا
مثل ريح
لم تترك
غير الزكام.

السبت، يونيو 07، 2008

الخطأ العجوز بقلم خالد أخازي

وأنا أقدم إحدى الحصص الدراسية في مادة العلوم، حول التوالد عند الإنسان، هذا الدرس الذي لازمني خمسة عشر سنة، تمعنت جيدا في الصورة التي تحدد أجزاء الجهاز التناسلي عند الرجل ،توقفت عند العنوان العريض للوثيقة " الجهاز التناسلي للرجل" لم أنتبه إلى نظرات اليافعين واليافعات وطفقت أفكر بصوت عال محدثا نفسي كيف لم أكتشف الخطأ منذ سنين ؟"" كررت التساؤل فارتفع صياحي عاليا، تسمرت نظرات التلاميذ في ملامح وجهي الذي احتقن دما، وعدت أردد في جنون " كيف لم أنتبه للخطأ منذ سنوات؟..كيف...؟....كيف..؟ في الساحة تحدث الأساتذة والتلاميذ عن لمم أستاذ للعلوم . في مكتب المفتش طلب منه أن يعطي تعليلا لفورته . " لا يمكن لهذا العضو الجميل الذي يمنح الحياة...واللذة...والمتعة....والرغبة....والاستمرار....أن يسمى بالجهاز...كأنه تلفاز أو مكنسة كهربائية أو سلطة قامعة ...لا يمكن تجريده من الحياة...ووصفه بالتناسلي فقط..كأنه أداة مفرغة من دم يجري بالحب و الرغبة " ... هكذا تحدث الأستاذ وطلب في المحضر تصحيح العبارة...لأنها تغتال الحضارة. في تعليق المفتش على تعليل الأستاذ أوصى بعرضه على طبيب مختص لمعرفة مدى سلامة قواه العقلية وفي انتظار ذلك أشار بالقلم الأحمر الجاف على ضرورة مراقبته عن كثب.

الثلاثاء، يونيو 03، 2008

نص شعري :الــــــــــوقت- -بقلم رياض الشرايطي تونس

الــــــــــوقت ،،،
.................
في عينيك دقيقة تنسج الرّحيل ،،
.................
الــــــــــوقت ،،،
قارعة طقوس الـفاجعة ،،
قوامها فيالق من البطريق اليتيم ،
تسافر قرب قشّ الــــــقلوب ،،
قريب هو قارب قدرهــــــــا،،
المبحر في قداسة قمرها الآفل ،،،
الــــــــــوقت ،،،
قارعة طقوس الـفاجعة ،،
الــــــــــوقت ،،،
جدار اللّحظة المفقودة في ريش القبّرات ،،
تأتيها الــــرّيح ،، فتصــــــمد ،
على حافة قبلة شذاها قـــوافي ،،،
الــــــــــوقت ،،،
.................
في عينيك دقيقة تنسج الرّحيل ،،
.................
تشكّل قهوتها كما قسمات السّاعة الشّقية ،،
تبحث في دفاتر القيامة عن مواقيت ورق الفوضى،،،
أرق يصعد خرقة عقاربها الــــمفزوعة ،،
في زحمة قلقها تطرّز باقة من عقوق قرميد الضّجيج،،
للباقية على شفى قرن من النّحيب ،،
تعُدّ كمْ من قيض قام في حضن الطّريق؟؟
و الطّريق له لبـــاقته في قطف قربان السّفر ،،
و السّـــــــفر ممْكن لــــه أن يكون
في طيّ إسفلت قـــــــــــــــــديم،،
أو في دمع قلـــــم عـــــــــــــقيم ،،
ممْـــــــــــــــــكن ،،،
لكنّ الوقت يضع متاريسه قدّام ورق الشّوق ،،
فتنتــــحر كلّ الدّقــــائق ،،
و أسفار الـــــــــــقطا ،،،
الــــــــــوقت ،،،
.................
قنّينة تقرأ جموح قدحـــي،،
فتتأهّب كلّ قموحي لعناق جفاف شفق
ممدود على صفحة قصدير أقواس نصر
منقوشة على هامة هــــــــــــــــزائمي،،،
الــــــــــوقت ،،،
.................
الآن غيري يحتفل بغيري،،
و أنـــــــــــا أضمحـــــــــــــــــــــــلْ

"حمق في اتجاهين" أو "مجتمع فقد بوصلة الطريق" بقلم أحمد باخوص

المبدع العزيز خالد أخازي: ما أدبجه في هذه التدوينة ليس قراءة نقدية تحتكم لمنهج من المناهج النقدية-والتي حشى بها أدمغتنا بعض الأساتذة الجامعيين طبعا مع بعض المغالطات لقصر فهمهم أو لغرورهم المعرفي - إنها فقط تماس مع نصك السردي وتفاعل مع مجرياته وتيمته وحتى شخصيته المشاكسة ولما لا الجنونية، أليس الحمق هو قمة التعقل .أتمنى أن لا أكون تعسفت على نصك وإن حصل ذلك جد لصديقك العذر فقط لأنه ينتمي كما تعلم للحمقى والمجانين والحالمين والمتوهمين... بمعنى من المعاني التي أشار لها كولن ويلسون في كتابه "سقوط الحضارة " وأقصد "اللامنتمي".

"حمق في اتجاهين" نص سردي يمتح من اليومي لكي لا نقل الواقعي حتى لا نغضب بعض جهابذة النقد عندنا من دكاترة شداد لا يملكون غير شهاداتهم الكرتونية، ومثقفين لا يشق لهم غبار، يعيثون في النصوص دما ماداموا لا يستطيعون كتابة ولو جملة بحس إبداعي. نص كأنه يتصيد المبتذل والمنفلت والهامشي الذي تلاشى بين أوهام بعض من يتوهمن أنهم يمثلون النخبة داخل مجتمع فقد بوصلة الطريق، وهو الآن يحث الخطى نحو الهاوية مما يجعل ضرورة التخلص من النمطية والعادات المخملية للعيش في انسجام مع الذات ومع "واقع" يتطلب الفهم بعمق والتماهي معه حتى لا تتفاقم الحالة الشيزوفرينية التي تتخبط فيها مجتمعاتنا العربية، لهذا نجد السارد الذي يتخفى في لبوس شخصية مهيمنة على السرد، شخصية/سارد يعيد النظر في عاداته اليومية المفروضة عليه بفعل ضغوطات وأوهام المجتمع: أوهام الأسرة، أو هام زملاء العمل، أوهام...، شخصية حينما وعت بذاتها وبواقعها الشاذ أرادت التخلص منه ولم تجد غير الصمت في نهاية المطاف للتخلص من أوهام العاقلين-الحمقى- كأننا بالشخصية الساردة لم تعد تحفل بالآخر مادام-هذا الآخر- انصاع لروتين عاداته الآلية، تلميع الحداء، لباس ربطة العنق أي الاهتمام بالشكل الخارجي فقط لتلميع صورة متوهمة للدلالة على التحضر الوهمي. شخصية لم تعد تحفل لرأي ومواقف الآخرين باعتبارهم شواذ عن طبيعتهم الإنسانية والاهتمام بالمظاهر الكاذبة، لهذا تطمح الشخصية للارتباط بالأرض من خلال فعل المشي حافية تماسا مع أمنا الأرض- وهنا تحظرني واقعة كانت تحصل رفقة صديق شاعر وزجال بمدينة فاس وخاصة أتناء فصل الربيع ، كانت لصديقي المبدع رغبة جامحة في المشي حافيا متخلصا من حدائه والامتداد على الأرض مؤكدا على الرغبة في العودة لمرتع صباه حيت الامتداد والفراغ ورائحة الأرض الطيبة خاصة في البدايات الأولى من الشهر المطير، والاستمتاع بالغروب وأمسيات وليالي حكايا الرعاة والجدات- بل الذهاب بعيدا بالعودة للطبيعة الإنسانية، طبيعة العري دلالة ورغبة في التخلص من خطايانا وقبحنا وتفاهاتنا وعيش الحياة بتلقائية، كأني بالسارد وصل حالة التوحد مع الطاو، ومع فلسفات الشرق القديمة الممجدة للإنسان في توحده التام مع ذاته و الطبيعة أو كأني بالسارد/ الشخصية يعبر عن الحالة التي وصل لها الإنسان المبدع-اللامنتي- في حضارتنا المتقدمة-طبعا الحضارة الغربية المعاصرة-، الحضارة الضاربة في اللاإنسانيتنا، حضارة فقدت بوصلتها مع عمق وأفق إنسانيتنا. بالفعل إنه "حمق باتجاهين" يطوقنا بحمق ناذر.

الاثنين، مايو 26، 2008

نص سردي - حمق في اتجاهين - خالد أخازي-

استيقظت على غير عادتي الساعة السادسة صباحا، بحثت عن حذائي تحت سريري، ثم علبة وفرشاة التلميع...فجأة قررت لأول مرة منذ عشرين سنة ألا ألمع الحذاء،"لماذا كنت ألمع حذائي كل صباح ؟" لم يسبق لي أن طرحت على نفسي هذا السؤال...نظرت إلى وجه أمينة زوجتي وقد انبطحت على السرير مدلية قدميها المخضبتين بالحناء القاتمة اللون...لم أنتبه قبل هذا اليوم أن أمينة تصدر صفيرا عند النوم وتنام على ظهرها ...نزعت حذائي...وقررت ألا أنتعله بعد الآن .

في الطريق نحو مكتبي بمصنع الأدوية، توقفت لأول مرة عند عربة العم مبارك ...طلبت حساء وجلست على كرسي بارد...عشرون عاما وأنا ألج بوابة المصنع بالسيارة، اوزع نظرة خاطفة على الرجل ، يلوح لي بيده وينحني قليلا، تصلني رائحة حساء الفول المعطر بزيت الزيتون، ألج المكتب أجد قهوتي السوداء وجريدة وكاتبة لا تتوقف عن الابتسام وتغيير العطور...هذا الصباح مشيت حافيا ومترجلا، نظرات مختلفة تبحث عن جواب " أأنت فعلا...حافيا.....وبدون ربطة عنق....وتشرب الحساء في هذا الصباح البارد ؟ "

توقف بعض الزملاء....نوافذ السيارات تفتح في انسياب...نظرات مختلفة....أعناق تشرئب....نوافذ المكاتب تفتح همهمات....

تحضر أمينة...رفقة صهري بائع خردة السيارات....تشدني من يدي، أرمي نفسي في المقعد الخلفي لسيارة صهري المتجهم ، تسألني وهي تلطم خذيها " ماذا وقع؟ أجننت ؟" أردت فقط أن أقول لها إنني لن أنتعل بعد اليوم حذائي، وجدت ألا جدوى في القول... صمت واحسست بلذة غامرة في بحر الصمت

امتلأ البيت بالناس، غصت في صمتي الجميل، حزن ما انتشر في أركان الغرف، لا أعرف لماذا أتي كل هؤلاء الناس؟، لم يتحدثون طويلا مع أمينة.؟..جاءتني رغبة في التغوط...نزعت سروالي وملابسي الداخلية وقصدت في صمت المرحاض....مررت أمام غرفة الضيوف....صرخت أمينة، غطاني جاري بائع الدجاج بإزار ، ماذا وقع ؟ أردت فقط التغوط ...بلا سروال ولا ملابس داخلية شعرت بمتعة غريبة....سعادة غريبة...قررت أن أظل بعد اليوم عاريا.....

أردت أن أحدث أمينة عن سعادتي...لكنها لا تتوقف عن البكاء واللطم....سأصمت....لن أحدث أحدا عن رغباتي ....عن سعادتي يكيف كنت أحمق منذ سنوات أخنق قدمي في حذاء أضطر لتلمعيه كل ....وجسدي حبيس معاطف وسراويل وعنقي مطوق بأربطة لا معنى لها....كم كنت أحمق...مساكين هؤلاء الحمقى المحيطون بي......يتعذبون في أحذيتهم وملابسهم وحليهم ......لن أشرح لهم....سألتزم الصمت...وهل ينفع الحوار مع الحمقى؟

الأحد، مايو 25، 2008

نص قصصي للمبدع أحمد العيناني، مبدع يقارب غواية القص والشعر بلغة موليير، وينتحب الأزجال باللغة الأم، لغة تعانق اليومي الضارب في حزننا وفرحنا..

Voyante incommodée
Sous une tente blanche, dressée au pied d'un arbre dénudé, s’agitait un petit étendard blanc. Une dame d’une quarantaine d’années était assise sous la tante. Devant elle, sur une petite carpette blanche, des cartes étaient étalées. Son visage noirâtre et décharné était plein de rides, ses yeux sombres et profonds. Autour du front, elle avait une bande de tissu blanc. Elle avait toujours l’air méditative et ne souriait presque jamais; elle parlait peu et bas. Ses phrases sont à la fois concises et confuses. le respect que toutes ses clientes lui vouaient était entaché d’une crainte qu’elle savait maintenir. Aucune d’elles n’osait la contrarier ni lui demander l’éclaircissement de l’une de ses phrases obscures. Autour d’elle, des femmes –assises en tailleurs—attendaient leur tour dans la pénombre de la tente, que la fumée se dégageant d’un brasero rendait dense. Parmi ses clientes naïves et désireuses de se faire dévoiler l’avenir, se trouvait Fatima, la femme de si Salah le boucher. Elle avait la poitrine découverte. Son fils s’accrochait à l’une de ses mamelles flasques et pendantes ; tout en fixant d’un œil distrait les cartes étalées sur la carpette blanche. A l’arrivée du tour de la femme du boucher, la <— Oh lalla Fatima, je lis sur mes cartes que tu souffres. Je vois aussi que Si Salah, ton mari, commence à s’intéresser à une jeune femme de votre entourage. Une femme de taille moyenne et qui a une cicatrice sur le bras droit. Si je t’annonce son nom tu sauras vite de qui il s’agit, mais je préfère ne pas vous créer d’ennuis. Alors que la voyante causait, l’enfant tétait en continuant à fixer l’étalage des cartes. Tout à coup l’envie d’en prendre une s’accapara de l’enfant. Sa maman l’en empêcha, et de son regard plein de conviction, elle supplia la cartomancienne de lui annoncer le nom de sa rivale. Malgré sa mère, l’enfant tendit la main vers les cartes. Ce geste fut vite réprimé. Alors l’enfant éclata en sanglots. Ses cris couvrirent les paroles creuses de la « chouafa ». Celle –ci braqua ses yeux sombres et profonds sur ceux (gais et innocents) de l’enfant dont les cris redoublèrent d’intensité sous l’effet de la peur que le regard rude de la voyante lui inspira. Les femmes qui attendaient leur tour furent gênées par les cris stridents de l’enfant। Certaines arrivèrent à masquer leur mécontentement ; d’autres demandèrent à Fatima de calmer son fils. Elle fut embarrassée. Ne voulant pas perdre l’une de ses clientes les plus crédules et les plus généreuses , la « chouafa » prit l’une des cartes étalées et la tendit à l’enfant pour qu’il cesse de chialer. L’enfant se saisit de la carte, la porta à sa bouche, l’en éloigna promptement, la regarda un instant puis la jeta et se mit de nouveau à crier, empêchant ainsi (à son insu) sa maman d’écouter ce que lui racontait la voyante. Voulant le calmer, une femme de celle qui attendaient leur tour, ramassa la carte et la lui redonna. L’enfant la saisit et tout en criant de plus en plus fort la déchira et la lança en direction de la chiromancienne. Celle-ci pâlit, rougit et se mit à trembler de colère. Cela ne dura pas longtemps, car la «chouafa » se ressaisit vite et demanda à Fatima de revenir le vendredi d’après. Fatima se leva en tenant son fils qui ne cessait de crier entre ses bras. Avant de s’en aller, elle salua l’assistance et n’oublia pas d’enfouir quelques dirhames dans le creux de la main que la voyante lui tendait.
Rédigé par Ahmed El Inani. FES

الأربعاء، مايو 21، 2008

عبور سريع لنص" أخي" للقاص زهير هوتة------خالد أخازي

كتابة ماكرة...ونص يفتح شهيتك للفرح...يمنيك بداية بعبور نحو اعراس مجهولة...يقتحم شغفنا...تم ينعطف الخطاب نحو تراجيديا تمتح من الحكاية...المعجم...اندحار معمار النص في النهاية/النهاية الورقية/..نحو هوة تشعرنا ببقية في النص ...لازالت في صدورنا...لكننا لا نملك الضوء الذي يقودك لتفجير الحكاية الماكرة...مكر جميل أسس لخطاب سردي متحول في ساحات التبئير....والقراءة المبدعة تفتر ض شعاعا من ضوئك المنساب في روعة على البياض المرتعش من لهب الكلمات...

بورتريها للفنان الشعبي "خليفة" من إنجاز المبدع والصحفي محمد فايح

الفنان الكوميدي الشعبي"اخليفة" لم يمت إنه حي في قلوبنا، قلوب البيضاويين، مادامت للفرجة ضرورة وللسخرية حاجة ملحة
كلما عادت الذاكرة بالبيضاويين إلى زمن ليس بالبعيد، زمن يستحضرونه بحسرة، زمن شكلت فيه الحلقة فضاء فرجويا بلا منازع، زمن غابت عنه فضاءات ثقافية وفرجوية مؤسساتية إلا واسترجعت الذاكرة أسماء تدثرت بالنسيان. أسماء منحتهم الضحك والفرح بأبسط الطرق والوسائل، ألبسة وأقنعة مهترئة عبارة عن إكسسوارات للعرض وآلات موسيقية متهالكة، "كمنجة" قديمة و"بندير" معوج و"تعريجة" وفي أحسن الحالات "طبل" مزمجر أو "غيطة منتحبة". أسماء مازالت تحلق في الذاكرة البيضاوية رغم طغيان ثقافة الاستهلاك المعولمة التي قضت على خصوصيات ثقافة شعبية فقدت إمكانية تجددها واستمرارها. أسماء على رأسها الفنان "نعينيعة" صاحب الحكايا المحبوكة المشخصة بأسلوب ممسرح متميز والفنان "بوغطاط" وعلاقته بدماه وقبعته والفنان "اخليفة"، هذا الكوميدي الذي شغل ومازال يؤثث مساحة مهمة ومشاكسة في الذاكرة البيضاوية إن لم نقل الذاكرة الشعبية المغربية في كل أرجاء الوطن، تستحضره في الأفراح وأثناء الدردشات في المقاهي، وفي أركان الحارات وساحات الحدائق حيث تكن نكثه وتخريجاته اقتباسات لاعبي "الكارطة" و"الداما" للمتقاعدين في حواراتهم الصاخبة.هذا الفنان الشعبي "اخليفة" الذي شغل الناس وأصبح له جمهورا ينتظره بعد صلاة العصر. هذا القادم من رحم الأكواخ والمعمد بعبق تربة الحمري والترس لم يهنأ له بال حتى أعلن غضبه على فكاهة الابتذال والتزييف شاهرا سلاح البساطة بنفس إبداعي ضارب في عمق ثقافة الشعب البسيط،. هذا الفنان الشعبي الذي استطاع تشكيل الحلقة في ثوان معدودة من أناس ذواقين للنكتة المشخصة بابتسامة بريئة لشفاه مشققة أنهكتها أدخنة التبغ الرديء. هذا الفنان الكوميدي الشعبي ذو الوجه القمحي التي غزته تجاعيد بارزة بفعل لهيب الشمس الحارقة وأصابع بارزة التنايا كقصب الخيزران وأياد معشوشبة التي تماهت مع الأرض المعطاء والتي تؤكد لنا أنه كان فلاحا صغيرا من هضاب الشاوية قد يكن مستعمرا أو خائنا متعاونا ما اغتصب أرضه وطرد للمدينة الشبح-الدار البيضاء-هذا الفنان الشعبي صاحب العينين الغائرتين التي تحمل بين أعماقها فرحة طفل يقدمها حكايا ممسرحة وعزفا بل حشرجة حزينة لآلة متهالكة-كمنجة- تماهيا مع كبره وواقعه المعيش علها تنفس عنهم كرب العيش وتمنحم الضحكة والسكينة إلى حين.هذا الفنان الشعبي "اخليفة" مدرسة فرجوية بامتياز وقدرة خارقة على إدخال الفرحة والبهجة على النفوس في عز الحزن وأقصى درجات الكآبة. إنه فنان "ولاد الشعب" كما يحلو للبعض أن ينعته بدون مساحيق ولا إكسسوارات ولا أضواء ولا بهرجة مفتعلة.فنان أستوطن قلوب الجميع، كل ما كان يملكه كمان إيطالية بالية "الحرباء" كما كان يسميها، بحشرجتها الحزينة، تخترق المسامع عزفا لسيمفونية كاريان سنطرال المقاوم وبن مسيك وشطيبة ودرب السلطان بل كل أحياء ودروب وساحات الوطن.سئل ذات مساء عن تاريخ وفاته فرد جمهوره وعشاقه ومحبيه: "اخليفة" لم يمت إنه حي في قلوبنا، قلوب البيضاويين مادامت للفرجة ضرورة وللسخرية حاجة ملحة. إنه صورة راسخة في الوجدان يوزع النوادر والنكث والملح بسخاء وتلقائية تجعل المتحلقين حوله مكونا أساسيا من مكونات مشهد ممسرح آية في الإتقان حيت تنزع بقدرة خارقة الضحكة بلا هوادة من نفوس أضناها ضنك العيش وقساوة الاستغلال فتشعر بأنها في حاجة إليه وهو في حاجة إليها.هذا هو حال كل من عايش زمن "اخليفة" وتعمد بإبداعاته العفوية بقالب فكاهي لا يمكنه إلا أن يظل وفيا لروحه ويمطره ورودا كلما استحضر حكاية "الموت" و"حوض النعناع" و"العرس.." وكل مستملحاته وقفشاته الهزلية.فتحية لك أيها الفنان الفكاهي البسيط ولتهنأ روحك في تربة الوطن الندية يا "ولد الشعب" فأعمالك الفرجوية البسيطة ستظل منقوشة في وجدان البيضاويين فقط لأنك كنت واحدا منهم أحسست همومهم ونفست عنهم بقدرتك على منحهم الفرح والضحك في زمن الضنك وشطف العيش.

"أخي" للقاص زهير هوتة من مدينة فاس

أخي

أخي الصغير.. يشد الحبل، يثبت وثاقي ويظل يتربص بي، يحاول إحكام خطته الهجومية ضدي..أتوقع ذلك، بيني وبينه نظرات حذر وشك. لا يختلف كثيرا عن رعاة البقر، نفس الحذر والترقب، ابتسامة مكر تتسلل من شفتيه كرسم سماوي، يعدو متجها صوبي، يقذف بصدره العنيد إلى صدري. أشعر الآن أني أخضع له.. تحت قبضته. البيت الذي يؤوينا يزيده فوضى، هو الآن يزيحني عن سريري، يدعي أنه يملك القوة كي يلقي بي خارجا على الحصير ومن ثم يهدي اليّ ثمرات ما جادت به يداه من لكمات تختصر الطريق إلى طفولتي، وأغدو صغيرا بذاكرتين . لا يكفيه صراخ أمي.. صراخ أمي أن نتوقف عن شغب هاج بداخلي. أمي التي تفعل كل شيء تستطيع جعلنا نتوقف. من جديد نهيئ صفوفنا،جولاتنا.. معا نعشق طفولتنا. أخي الصغير.. قبل ربيعين، كان جالسا عند عتبة الدار، قيل أنه قعد بهدوء ذلك اليوم، لم يشارك الصبية لعبهم. كان شاردا طوال الوقت كأنه يبحث عن شيء ما في حقل خياله اللامنتهي... بعدها بقليل أبصر الفراشات الصغيرة تطير بأجنحتها البنفسجية والقرمزية... تراءت له على طول الزقاق، كانت بضعة فراشات.ظل يحدق في هذا الكائن الغريب طويلا. الفراشات تبتعد عنه وتلوح في الأفق غيمة. يفرك أصابعه ثم يمسكها، ينفلت الهواء من قبضته الصغيرة. قفز هائما من برجه الطفولي . لحق بالفراش، لحق بها، اقتفى أثرها... اختفى . أخي الذي يصغرني لم يره أحد من الجيران، لم يره أحد. بحثت كثيرا لكنه على ما يبدو قد رحل. خرج أخي ولم يعد.. لم يعد، انتظرت طويلا لكنه لم يعد. حتما أغوته الفراشات صار مثلها، هو الآن يملك جناحين للطيران وجه أخي صار حقل زهور. من في الجوار لا يدركون ما أقول، هم يتفوهون بكلام لا يروق لي.. يتعبني. -هم يقولون : لقد صار طائرا أبيض يعرج على السماوات السبع، ثم يأوي إلى ظل شجرة من أشجار الجنة حيث ينعم بالظلال... هذا ما تقوله كذلك أمي.. أمي التي تنهي كلامها دائما بالبكاء. أكيد لا يفهمون شيئا. لا أحد يرغب في أن يفهم، لا أحد. . . . . . . . . أخرج فزعا

أشير بكلتا يداي إلى الزقاق.. أتهم الزقاق.

على مرمى البصر

أفترض الفراش تلو الفراش

أستبيح دمي

تم أعانق رسم أخي شطر الجناح.

الجمعة، مايو 09، 2008

للسلطان حاجب يحدد عدد الشرفات -بقلم خالد أخازي -

يقف أمام القلوب
خاشعا
صامتا
منحنيا
مقبلا سرته
يغزل للسلطان شعبا
من صوف وخوف
وخطابا من عجين
يشكله حسب مزاج السلطان
يتفقد البريد والطعام
يحرق أكثر الرسائل
ويدخل المداحين والخطباء
يحدد عدد الشرفات في البلاط
يضع للسلطان خريطة الأعداء والأصدقاء
يغربل الممرات والدروب والوفود
يحجب عن السلطان مزابل الوطن
معاقيه و مرضاه والمجانين
يعفي السلطان كل صباح
من أخبار المقابر والمتسولين
يلون له الأيام الحالكة بلون الأصباح
يجوع الناس فيردد أمام السلطان
"هذا من سخط الأمير"
ينعم الناس حولا فيردد أمام السلطان
"هذا من كرم الأمير"
تغضب الشوارع عند الضائقات
فيقول للسلطان
"هذا من فرط الديمقراطية"
يضرب العمال في المعامل
فيقول للسلطان
"هذا دلال الحريات"
يشتكي الناس من غلاء الأسعار
فيقول للسلطان
"تطاولت العامة على حكم السلطان"
تنهار البيوت فوق الرؤوس
فيقول للسلطان
"هذا بفعل الخصوم"
تسرق خزائن الدولة نهارا
فيقول للسلطان
"هم من رهطنا
ما سرقوا بل احتاطوا
أعفوا عنهم فلنا فيهم مآرب كثيرة।"
تقوم القيامة في الجامعات والمدارس
فيقول للسلطان
"طيش شباب ولابد من التأديب ।"
تصل يده تظلمات الناس للسلطان
فيعيد كتابتها
ولا يبقى فيها غير أدام الله السلطان
لا ينقصنا غير التشرف بطلعتكم البهية.

الأحد، مايو 04، 2008

لن أسكن مقابر الكلام الجميل -بقلم :خالد أخازي

يا نجمتي البحرية...
لا تنتعلي زيف قولهم....
لا تشرعي الصدر اليانع...
لموج مكرهم....
فمهما قالوا....
مهما ادعوا....
مهما وزعوا أكفانا وهمية
في مدني الشعرية الحالمة....
مهما بعثروا الكلام الجميل...
ليخلخلوا كبرياء القصيدة।
مهما نعتوا أقواس الكلام الجديدة
باللقيطة...بالدعية
بالهجينة...بالبغية
ليخجل القول من وسامة البناء
بعيدا عن معمار العراء...
مهما قلبوا في زوايا القصيدة
عن زغب الآباط ...
فأنا ماض نحو مصابي الصاخبة....
أبيت كل مخاض
في مشيمة الروح
واستظل من قيظ الشفاه النهمة....
تحت سحابة العبور الجميل...
في العمق الجغرافي
لمنابع الليل
و ورشات نسج النهار
يا نجمتي البحرية...
يحزنني صمتك في لوعتي الحائرة।
ويقتلني كل ثانية....
صقيعك لحظة ارتعاشي...
مهما قالوا
مهما ادعوا....
لن أميد إلا على هودجي ....
لن انتعل أحذية الموتى....
لن ألبس قبعة لمجرد أنها زاهية...
وتحمل شعرة تاريخية।
ولا قميصا من البوح....
يضيق بالصدر والنحر....
لن أقطف إلا أزهار حدائقي المتواضعة...
مهما بدت متفرقة....
فهي يانعة...
حية...
لن أضع في مزهرية الروح...
باقة ورد ذابلة....
لمجرد أنها
تحمل توقيع بساتين باريس
أو لمسات ناسكة في دير قديم
يا حبيبتي
مهما حاولوا ترويض حماقاتي...
مهما حاولوا تفقير خيالاتي...
مهما حاولوا وأد شطحاتي...
لن أسكن مقابر التعبير
وإن كنت أحج إليها في خلواتي ...
لن أطعم عصافير الشعر...
طعام الزوايا ولو كان تريدا...
وإن كنت أعصر في جوفها
من حين لآخر مرق التريد
إن اختلفوا حول عاهتي...
بين حماقة أو نزوة...
فإنني مدين...
لكل العاهات التي صنعت الممرات
ليعبر المشاة...
لكل العاهات التي أشعلت الشموع...
ليرى العتاة।
درب العودة من الجحيم. خالد أخازي 16/04/2008

لم يختفي الرحال ليبكوا ؟

تسألني :لم يختفي الرجال وراء الأفق ليبكوا؟
لم يحزن الرجال بعيدا عن عين الألم؟
لم يسافر الرجال نحو منافي الروح؟
وحيدين ...
منهكين... يجرجرون ظلالهم القاتمة
ليبكوا عشقا لا حياة لسحبه
غير الرعود والبروق
وانشطار القلوب।
تسألني:
لم يختفي الرجال ليذرفوا الدموع بعيدا؟
في أحضان الشفق الحزين
في خيام الليل الحائرة
في دهاليز الصدر الغائرة... تسألني:
لم يبكي الرجال أحيانا على صدور الأمهات؟
لم يبكي الرجال أحيانا على نحور الجدات؟
وكثيرا ما يختفون وراء الشمس
ليبكوا عشقا مر من قريبا من شرفات الروح
ومضى لاهيا
غير معني بغناء شاعر।
منتظر
مرور عشق في بهاء॥
يختفي الرجال ليبكوا...
يا سيدتي
يبكي الرجال خفية
لما تشح صدور النساء عن فيض الأمان...
لما تعجز أصابع النساء عن تجفيف منابع الآهات...
لما تتحول النساء كواكب جديدة...
بلا ماء ولا حديقة....
لما تعجز عيون النساء....
عن كنس الخوف في قلوب الرجال...
لما ينتشر الجليد فجأة
فيبحث الرجل عن خيمته
فتصير المرأة نخلة في واحة غيره॥
لما يختار الرجال الموت من أجل الحياة....
فتختار المرأة الحياة من أجل الموت....

الخميس، أبريل 10، 2008

الزجال المغربي حفيظ المتوني يغني المتن الزجلي المغربي بديوان"مير لمحبة

إدارة الحلقة باسم مبدعات و مبدعي حلقة إبداع وحرية نتوجه بالتهاني إلى المبدع المغربي الزجال حفيظ المتوني لإصداره باقته الزجلية الأولى...وفي انتظار أن يلتئم مبدعو ومبدعات الحلقة من أجل الـإحتفال بالمولود الجديد خارج كلينكات الثقافة الراقية....نشد على يده...ونقول له...ابدع..استمر....فعملنتا هي تحدي جينرالات الثقافة المغربية...وغيتوهات الإبداع المغلقة....والسلالات الثقافية الإيديولوجية... ************************************* من أحمد باخوص
  • "مير لمحبة" الباكورة الأولى للزجال المغربي حفيظ المتوني. ديوان صدر عن مطبعة سبارطيل بطنجة-2007، ويحمل لوحة للتشكيلي عز الدين الدكاري. ديوان يضم أربعة وعشرين نصا زجليا معنونة كالتالي: الرجاف الخالق/ خليني/ تبريحة الدوخة/ زينب/ غيرة/ لسوار لقتالة/ خيمة/ حروف غضبانة/ لحلام الغضارة/ بليكات فاس/ لوقوف على حروف تازية/ عاشق الضو/ الناعورة/ لغة لبحر/ مير لمحبة/ تبريحة القهوة/ تبريحة الديموقراطية/ وريدة/ تبريحة الغربة/ لكاس الضاحك/ آش نهدي لمهدي/ حنظلة عطى بظهر/قنبولة. ديوان زجلي تنتمي نصوصه لخصوصية متفردة لنوع من الأزجال التي تنتمي للمنطقة الشرقية، والمرتبطة أساسا برقصة التبوريدة، نصوص زجلية تنهل من اليومي والواقعي في أقصى تشضياته المرتبطة بالأمكنة التي أقام معها الزجال حميمية مفرطة منبعها الحب والتحسر: "ولاو جوج بيبان ف باب فتوح/وحدة لسيدي بوغانم وحدة للمقبرة/مدينة بحال فاس عامرة بلجروح/ها ربعطاش دجنبر خد وقرا"/. نصوص زجلية تقارب قضايا وتيمات موغلة في اليومي المعيش لمكونات المجتمع: الحب، العطالة، السكن العشوائي، القهر الإجتماعي، الديموقراطية، الغربة، الإرهاب:"بغيت نكون مير/نفرق لمحبة على الناس/نداوي فجراح الغير/...هاد لوقت فيه لعقل يحير/ من كثر همو ما يجيني النعاس/...وطيور الليل غرقتنا فالشخير/ باغية تخنقنا وتقطع لنفاس/...علاش تقيسو بلادي يالحمير/وهي جنة من الجنات". نصوص تحتفي بالصداقات وتستحضر رجالات خدموا الوطن بحب ناذر" ... يالمهدي/تلف لحساب عندي/خانتني حروف لفظي/ومابقى جهد عندي/ب حق الحرف اللي رضعته معاك/ب حق لولف لرباه لي هواك/بحق اللي انت عندو ف سماك/يا الورد اللي غرسته فقلبي/عمره ما ينساك". ديوان زجلي - بالفعل نصوصه تحمل عمق عنوانه "مير لمحبة"- يحمل من آمال وأحلام منفتحة على آفاق رحبة يؤكدها ما جاء في تقديم الزجال محمد الزروالي: " هبال الشاعر يظهر تارة على شكل هيض، حيث يبدو منكمشا، حزينا وهو يستحضر أحلامه التي يراها تغتصب أمام عينيه، كشاب وكمواطن وكإنسان. أحلامه في العيش الكريم التي تسحقها البطالة، أحلامه بالحرية التي يدوسها القمع والظلم محليا وقوميا، أحلامه بالأمن والاطمئنان التي يشتتها الإرهاب".

السبت، أبريل 05، 2008

ابتزاز قصيدة - بقلم : خالد أخازي -

تبتزني هذه القصيدة الحمقاء....

حمقاء....

حمقاء...

تتدلى بشعرها العائم

من غيمه ...

تغير لون فروها...

على سقط الضوء ...

مرة بهية...

لكن دوما عصيه...

بلهاء...

أكاد ألمس وهجها...

فتطير بعيدا..

بعيدا...

بعيدا...

تمر قرب لوعتي....

توزع نظره...

ابتسامه...

اصرخ : ها قد جاءت نخلتي

وفي الطلع بلح وفراش...

تمنيني بطبل...

بخيمه

واغتسال بعرق غيمها...

من قلق يخترق بوابة الصدر..

كل مغيب..

تبتزني...

تبتزني...

تطل من شقوق الروح

وتهمس في غنج قاتل :

لك نسائم سواحلي... »

لك ظلال من غاباتي العذراء..

لك معاجمي المتمردة..

لك المعاني على سفوحي المنزلقة...

لك خرائط دغلي...

لك قورب من شمالي المتعدد

لا تتكسر أضلعه الزاهية...

على انزلاق الماء الثائر..

عند عتبة النهاية...

لكن...

أنا القصيدة....

أمنحي دفء امرأة...

لأجدد اللقاء مع الحياة...

امنحني عشق امرأة...

يجوب دروبي ...

بلوعة وصل تم بين

فوصل وبين...

ينوع أعشاب حدائقي..

يسقي سمائي بالنجم والقمر الحائر...

أنا القصيدة...

أعفيك من ميزان النهايه...

أعفيك من وثنية الخليل...

أعفيك من اعتصار المعنى الجميل..

في رحى التفعيله...

لكن..

امنحني موسيقيا ...

سمفونية في عناق الكلمات..

لا تملأ عالمي بالوسائد والأسره....

كي لا أنام...

قبل الانتشاء الأكبر...

أنا القصيدة...

وحدي أعفيك من ورشات الكلام المتجهم...

مهما قرعوا الطبول وخدشوا الوتر....

يظل تجهم القصيدة مصيبة القصيده...

أعفيك من دلال النهايات....

أعفيك من شهادة ميلاد المعاني..

شرط أن تولد في ثوب جديد..

ترتديه امرأة من زماني....

لكن...

امنح خيمتي نارا وغناء

وامرأة تطهر جراحي

بلمسه...

بقهقهه....

باحتراق مستمر ...

بين أصابع مخمليه.

امرأة خزانة ملابسها...

ليست من ورق ووهم...

امرأة تحمي الكلام...

من الاحتضار في الرتابة...

من التفاهه.

تعيد للكلمات صحوها

فالمرأة وحدها....

لا تترك القصيدة تنام...

قبل الذروه

*****************

تبتزني قصيدتي....

حمقاء...

غجريه...

تشعل الشموع في ليلتي..

تضع قبلة عابرة على خدي..

وتمضي...

تمضي ...

ملوحة بمنديل الكلمات..

كلما ناديتها في اضطرابي...

علها بها يستقيم شراع إبحاري

نحو جزر مواعيدها العائمه...

تعفيني من كل الرسوم القديمة...

وتطالبني بوجه امرأة ...

يجعلها مستيقظه...

خالد أخازي

الدار البيضاء المغرب...04/04/2008