الجمعة، مايو 09، 2008

للسلطان حاجب يحدد عدد الشرفات -بقلم خالد أخازي -

يقف أمام القلوب
خاشعا
صامتا
منحنيا
مقبلا سرته
يغزل للسلطان شعبا
من صوف وخوف
وخطابا من عجين
يشكله حسب مزاج السلطان
يتفقد البريد والطعام
يحرق أكثر الرسائل
ويدخل المداحين والخطباء
يحدد عدد الشرفات في البلاط
يضع للسلطان خريطة الأعداء والأصدقاء
يغربل الممرات والدروب والوفود
يحجب عن السلطان مزابل الوطن
معاقيه و مرضاه والمجانين
يعفي السلطان كل صباح
من أخبار المقابر والمتسولين
يلون له الأيام الحالكة بلون الأصباح
يجوع الناس فيردد أمام السلطان
"هذا من سخط الأمير"
ينعم الناس حولا فيردد أمام السلطان
"هذا من كرم الأمير"
تغضب الشوارع عند الضائقات
فيقول للسلطان
"هذا من فرط الديمقراطية"
يضرب العمال في المعامل
فيقول للسلطان
"هذا دلال الحريات"
يشتكي الناس من غلاء الأسعار
فيقول للسلطان
"تطاولت العامة على حكم السلطان"
تنهار البيوت فوق الرؤوس
فيقول للسلطان
"هذا بفعل الخصوم"
تسرق خزائن الدولة نهارا
فيقول للسلطان
"هم من رهطنا
ما سرقوا بل احتاطوا
أعفوا عنهم فلنا فيهم مآرب كثيرة।"
تقوم القيامة في الجامعات والمدارس
فيقول للسلطان
"طيش شباب ولابد من التأديب ।"
تصل يده تظلمات الناس للسلطان
فيعيد كتابتها
ولا يبقى فيها غير أدام الله السلطان
لا ينقصنا غير التشرف بطلعتكم البهية.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

أيها المبدع المعانق للجمعي تحيله هوسا علنا نتعمد بنصغه بداية للطريق
لقد أصبت، فالحاجب يسكن مسامنا ومسام من يدعي أنه ولي أمرنا، على الرغم من أن التاريخ لا يكرر نفسه إلا أن تاريخنا -وأعني التاريخ العروبي الإسلاموي متوقف يعيد إنتاح تاريخيته بحمق.
على أي لا أجد غير سطر من نصك المعنون ب:"لن أسكن مقابر الكلام الجميل" للتعبير عن بعض من غضبي " فأنا ماض نحو مصابي الصاخبة...
لك مودتي وشكري
أحمد بنحميد