الأحد، يونيو 22، 2008

من يريني أنثى العقاب ؟ بقلم خالد أخازي

أيها المبدعون لا تبحثوا عن شفاء لكآبتكم...
فإنها نبع إبداعكم...
اختاروا إذن بين الكآبة أو التفاهة ...
*******
من يملك الجواب: أين عش الغراب...؟
هذا .....
يطير قرب الأبواب...
يحط أينما شاء
كأنه القضاء ...
كأنه بقعة وحم رعناء...
تخافه الكلاب والقلاع...
من يملك الجواب ؟
أين يضاجع الغراب المزركش..
الرماد والأشلاء...؟
أين يطعم صدأ الزنا زن والأغراب...؟
أين ينشر مقابره ...؟
أين مشانقه....؟
أين "يكلب" الجلاد...؟
من يملك الجواب: أين عش الغراب...؟
عساني أصالح أنثى الرماد....
********
يندس عقلي نحو الغور...
في دواخلي الغابرة
بحثا عن الجواب...
عن مصدر الشقوق....
في مرآة البروق
بحثا عن أصل هذه الكآبة...
في ممرات العروق..
من أين أتت كل هذه الكآبة ؟
وقد أقصت كل فرح من قثاء...
والتهمت كل بسمة من كيمياء..
وهل سقوف الوجود...
غير هذه الرعود ..
في العروق والشقوق..؟
مجرات الدواخل..
في فلك الحزن...
تدور...
وتدور...
هل من فلك جديد يغير لون أجرامي ؟
هل من كوكب في عوالمي يغير دورة كآبتي ؟
أي كآبة هذه...؟
تحاصر الكلام والخطى
تكبل الحلم والشذى ؟
ذكريات....
وجمرات تنضجها غاباتي الليلية ...
جمل تسقط كالحمم...
صور قاتمة بلا وجوه...
غرابة ولوعة واعتصار
في بحيرة اغتسالي الليلي....
من يملك الجواب:
أين عش الغراب...؟
عساني أصالح أنثى الرماد....
من يملك الجواب..
أين منجم القتاد...
عساني ألين هطول الأحزان...
لأزلت ألج من بوابة الصدر....
تضاريسي الغابرة....
بحثا عن مصدر الحمق...
في ينابيع الطفولة …
من يصدق؟
أن خوفا قديما...
أو رعشة سحيقة....
أو ندما منتعشا....
يلبس لبوس الكآبة...
ويعلن..
أنها الطفولة الجريحة...
لازالت تسافر عبر العمر...
تفجر نبع حزن هنا...
أو تربك جلسة صلح...
بين قراصنة الذات...
آه...
حتى كآبتي تختار وجه مدينتي...
مدينتي التي تاهت عني منذ طفولتي..
مدينتي تكتفي بالنظر من عين الطفولة...
وتضع في كل مساء صورتها القديمة...
في سجل الليلة...
وتمضي تاركة ظلها ...
وما تبقى من وجهها...
نامت في الإسمنت الرتابة
أين حديث الناس؟
أين حكايا الجدات وأساطيرنا الدافئة ؟
أين الناس في البيوت؟
لم يعد في البيوت إلا البيوت..
وطلال الناس..
أين نبع هذا الحزن المزهو بهويته الزئبقية؟
لابد أنه في مكان ما...
في هدم الدواخل....
في مكر السواكن....
في مستنقعات الذات الراقدة...
في دغل من غابات الطفولة...
في غرف الأحلام الباردة....
لابد أنه في مكان ما
في ناحية ما...
على أدراج كوميديا الدواخل...
أين ورشة كآبتي ؟
أيصنعها الدهر في الخرب...؟
أم ترحل بها السنون في بحر العمر..؟
أ في عرق الجلاد والسياط..
أفي أحزان الناس ...
أفي غرابة وطني...
أفي حيرتي من وطني...
لم يعد يتسع لأحلامي..
أفي خرافة الشعراء...
لم يعد في شعرهم ممر للفقراء...
أ تأتي من أثر مسافر...
في رحلة الخلية ...؟
من دم إلى دم....
إلى أن يشرب الأثر...
كأس العودة في عقل الحيرة....
فتعلن الكآبة نفسها ...
قدرا من دخان...
يسكن رعشة الجسد...
ويشرد السكينة في قبو الغفوة..
لا زلت أعود كل مساء...
إلى دواخلي ...
علها تمنحني رقصة مع أطياف الخرائط الغابرة....
لكني محبط كل ليلة...
لا الدواخل تمد جسر العبور...
ولا العقل يفتح باب الحبور....
ولا الصدر يتسع لكل هذا الحزن...
آه...ليته كان حزنا....
من أحزان الدنيا...
له دمع وحداد وواحة..
له نبع وزناد ولغة...
آه...كآبتي...
نار أحطب للهبها...
بيدي من أغصان عمري...
آه....كآبتي جلاد...
أصنع سوطه بيدي كل مساء...
من حبال الروح و الوجدان...
كل مساء....
أقف عند باب الذات المحترقة ...
أحاول فهم هذا الجحيم....
فيزيد فهمي حماقة ناري...
أحاول الوصول إلى نبع كآبتي...
فيزداد دفقها على غربتي...
من يريني أنثى العقاب ؟
علني أقطع عنها نهر الحياة.

جائزة إنانا السنوية لأفضل مدونة أدبية

شروط المشاركة :
- أن تكون المدونة شخصية - اختصاصها : أدبي - لغتها الأساسية : العربية - أن يكون المترشح عضو ناشط في منتدى إنانا الأدبي ويقدم ترشيحه مباشرة وبشكل شخصي من خلال الرابط التالي : http://www.inanasite.com/bb/viewtopic.php?t=11555 - يمكن لغير الأعضاء أن يرشحوا مدوناتهم من خلال مراسلة مدير الموقع على الإيميل التالي : mourad_poete@hotmail.com ( مع ضرورة أن تكون المراسلة بعنوان : جائزة إنانا السنوية لأفضل مدونة أدبية ) وسيتم منح أصحاب المدونات المقبولة عضوية المنتدى - وضع رابط منتدى إنانا ضمن المواقع الصديقة للمدونة المترشحة تفاصيل عملية انتخاب أفضل مدونة : تتم عملية انتخاب أفضل مدونة على 3 مراحل : المرحلة الأولى : من 1 - 9 الى 20 - 9 - تشكل لجنة تحكيم لانتخاب أفضل 10 مدونات المرحلة الثانية : من 21 - 9 الى 15 - 10 - عملية تصويت أولى لانتخاب أفضل 5 مدونات ( يشارك في عملية التصويت أعضاء منتدى إنانا ) المرحلة الأخيرة : من 16 - 10 الى 15 - 11 - التصويت النهائي لاختيار أفضل مدونة أدبية تمنح للمدونة الفائزة : - شهادة تقدير ويكرّم صاحبها - برنر اشهاري - اشهار مجاني في موقع إنانا لمدة سنة - نشر رابطها في المجموعة البريدية لإنانا ومواكبة جديدها معا من أجل ثقافة عربية حرة , مبدعة ومناضلة

الجمعة، يونيو 20، 2008

الأرض تلفظ أبناءها نص سردي بقلم محمد فايح

تعالت الأصوات... نواح غريب عبارة عن مزيج من خشونة الرجال و ورقة الأطفال ...نسوة يتسابقن في اتجاه غير محدد و دون معرفة الهدف.. .وجوه شاحبة تشققت بفعل تعاقب البرودة و الحرارة. نظرات إلى السماء بعيون غزاها الاحمرار.رؤوس حليقة وأخرى كثة.... شفاه متشققة... صدور نحيفة... عقارب ميتة.. .بقايا عظام لنعاج وحمير وماعز تحت نبات الصبار الشوكي ...كلاب هزيلة تحاول النباح بصعوبة. كيف أمكن لها أن تتناسل؟ ..أرجل تنتعل نعالا بلاستيكية وأخرى حافية. أنواع من الطيور والغربان تحلق فوق الرؤوس على علو ليس بعيد . يوم ليس كباقي الأيام... الكل يتساءل...ماذا حدث...؟ الجواب لا يملكه احد حتى فقيه الدوار هرول بحركات تثير السخرية... تعثر أكثر من مرة.. قاوم سقطة كبيرة سببها له الجلباب الطويل كادت أن توقعه في بئر جفت منذ توالت سنوات القحط على هذه المنطقة ... حفر كثيرة أصبحت فضاءات مشرعة لبقايا مختلفة وحيوانات نفقت في السنوات القاسية . تساءل الناس عن السبب وتضاربت الأجوبة ... هناك من أعاد الأمر إلى الأرواح الشريرة أو تمادي الكبار في الرذيلة.... الكذب.... النفاق... المراوغة ...المكر كلها أسباب ....لكن ابن القرية الذي أصبح معطلا بعد أن نال إجازة في عاصمة البلاد في علم اجتماع كان يخوض في كل مناسبة سارة أو حزينة جدال يسبب له متاعب كثيرة مع الأهالي ...الطرد المهين من مجالسهم وفي أكثر من مرة واجه شتى النعوت بالافتراء والكذب وهو يدحض ما يروج بالعقل... ويربط الأسباب بالمسببات تزداد المعاناة وهذا المعطل الذي تعرف في سن مبكرة على أهم النظريات... يعيشها مزدوجة...عطالة....فقر...جفاف وعالم غارق في ثقافة غرائبية. ..جرى الجميع في اتجاه التل ... الغبار يتطاير ..أقدام... رؤوس.... حركات هرولة.. مشي بطيء...استراحة... مواصلة.. والغبار يتطاير... سحابة تحجب الرؤية .....التحق بهم من بقي بالدوار من أطفال وعجزة ... الكل يتحرك حسب طاقته في حيرة من أمره. نسي الجميع ما عاشه من أوضاع مزرية كبروا وترعرعوا فيها ...تخلف احد كبار الفرية وهو يلتفت يمينا ويسارا لم يجد من يوجه له سؤالا محرجا سوى المعطل: ألم يعد ما يشدنا لهذه الأرض سوى رصيد من الذكريات والنكسات والمغامرات؟ لم ننعم بالطمأنينة قط ....أهذا قدرنا ؟ حتى الطبيعة قاسية علينا على حيواناتنا.... كلاب الصيد لم نجد ما نطعمها . .. الآبار جفت... كأن الشمس مستقرة في مكانها فوق الصدور الظمآنة.. الأصوات بحت... النسوة نسيت الغناء والمواويل ...الأطفال وحدهم يرددوا ترنيمات رغم الوجع والضنك كأن لم يكترثوا بما يقع... لا معنى للرحيل بالنسبة إليهم.. يفتح الجوع طريقه نحو العيون والعقول ...حرك فيهم رغبة البكاء والصياح كما هو الشأن بالنسبة لباقي الحيوانات... قطط وكلاب وحمير إلا كلاب الصيد ترفض الاستنجاد... تفضل إن تموت واقفة كما الأشجار على أن تعيش على الفضلات لأنها اعتادت إن تأكل من طعام معبق بعرقها وعدوها بعد عناء وكد وجهد … بكى الصياد كلبه السلوقي...الكلب يحتضر...قاسمه رغيفه...انسحب الكلب بعيدا... ترك الكسرة وبحث عن نسيم بارد يبرد * قيظ لوعته..توقف... استمر في المشي..تحت الكرمة الهالكة مد جسده...أغمض عينيه..... لا..لا.. لم يمت... للكلاب سبعة أرواح وللسلوقي أكثر... هذا ما ردده العجوز في نفسه ... واصلوا السير تاركين وراءهم بيوتا طينية واطئة هجرتها الكثير من الأسر واستقرت بالمدن ... دور فارغة إلا من الأنين والألم والحلم . ورائحة الطين . أنواع من الحشرات تكثر في الفصل الجاف... خلف التلة تحلق الجميع حول جثة رجل من رجالات القرية ممدة نهشت السباع جهازه التناسلي و أطرافا متعددة من الجسد النتن.....امتصت الأرض ما سقط من قطرات الدم .. تبادل الجميع نظرات قوية وحزينة .... ساد صمت التحق... الساخرون بالحلقة .... خيم جو جنائزي.. أزاح احد الشبان قميصه وغطى وجه الجثة....أخد الجميع يفكر في مكان الدفن... أو الرجوع إلى الدوار قبل غروب الشمس...

الجمعة، يونيو 13، 2008

الرجل الذي يتفقد أشلاءه نص سردي لمحمد فايح

قبل ان ينسل من فراشه تفقد كل اعضائه وأيقن انه لم يفقد شيئا يذكر .وبنظرة حزينة حملق في اركان سقف الغرفة .اشعة قوية تسربت من شقوق النافذة الوحيدة التي نخرها التسوس وشكلت مع خيوط العنكبوت التي نسجها بفوضوية لوحة سريالية رائعة حاول ان يتذكر شيئا من حلمه لم يفلح .... جدار اسمنتي حال دون ذلك اخترقه وجه بشع ويدان باظافر متقوسة... .تناول ساعته اليدوية تدحرج بين الرغبة في الخروج او المكوث كعادته ....جدار اخر من الصمت حاصر الغرفة و في عناد غير معهود صمم ان يكون هو ذاك الذي كان لكن سرعان ما اخذ الجدار يكبر ...يعلو يعلو يعلو يعلو.....حاول الصراخ دون جدوى كرر ذالك اكثر من مرة تذكر لحظة الميلاد ...تذكر المخاض واول صرخة فاستبد به ندم شديد" ترى ما سبب مجيئي لهذا العالم الذي اعلنت التفاهة حالة طوارئ لم تنفع معها اية محاولة لاعادة الامور الى حالتها الطبيعية " سؤال كان يردده كلما اغواه الجلوس باحدى المقاهي التي يفضلها عن فضاءات اخرى تشعره بالخواء والفراغ القاتل.
اعلن السيد س افلاسه وقرر ان يعلق بطاقة على الباب ويخط عليها المرجو عدم الازعاج ولو لبضعة ايام ...وكل محاولة من أي كان ستبوء حتما بالفشل او ستؤدي إلى ما لا يحمد عقباه ... لا حاجة لي باي شيء من تفاهتكم من اكل وشرب .. وثرثرة بئيسة .. والمعذرة .....لكم جميعا دون ان استثني احدا... احكم اغلاق الباب بعد ان جاذل بالتي هي احسن وامتدت يده للورقة والقلم واعتقد انها اللحظة الهاربة التي طاردها اكثر من نصف العمر دون جدوى . وصارت في نظره مناسبة للظفر بمتعة الكتابة بعد سلسلة من الافلاسات والنكسات ..التي توازي انتصاراته في الفراش ..فقط..دخل في حوار داخلي دون ان يعرف الى اين سيصل ...ترى لو حضرت كما ولدتها امها ...ولم تطل المقام ...او اعتذرت كما فعلت اكثر من مرة ....استبد به خوف شديد واخد يفكر في القصيدة الثانية وهو لم يكتب حتى الاولى بعثر كل اغراضه تبول عليها بعصبية وهو يتخيل طقوس الوداع لمن ستزوره وجال ببصره في تقاسيم هذا الوجه البهي الذي حاول اكثر من مرة ان يطبع علية قبلة او عضة ...او يجعل منه وطنا ياويه للحظات. او يبعثر كل شيء ويعيد بناءه من جديد كي تستقيم الامور. بحركة سريعة انتصب في ركن الغرفة كانه يمتثل لاوامر مخرج صارم وهمهم بكلمات غير مفهومة ...قرأ صك الاتهام في حق قصيدة عنيدة تحرض ضده البوح وتدفع بالكلمات نحو العصيان المدني وتفتح كل الابواب والشرفات على تضاريس الالم ودروب الاغتراب ... \انتقل السيد س من مكانه بكرة مختلفة تماما عن الحركة الاولى وركز كل نظره على الزاويةاليسرى للغرفة وهو يدحرج بعض كلماته المتقطعة بشفتين ذب فيهما نبيذ قوي دون خجل او احساس بالنقص ردد" انني كاتب فاشل .....وانتم السبب ....وانتم السبب..." ساد صمت جنائزي غرفة السيد س اغتصبته دقات قوية على الباب .....فاستفاق مذعورا ...وتابط بعض كتبه ..ودون ان يتناول شيئا هرول نحو مقر عمله .. ليقاجئه الحارس بنبرة حزينة بانه مطرود من العمل بسبب التاخير وادمان قراءة الكتب في اوقات الاستراحة...

الأربعاء، يونيو 11، 2008

فصول مصلوبة بقلم الشاعر : رياض الشرايطي - تونس -

هذا الكفّ المصاب بعشق النّهود......
كفّي..
وهذه البلاد و إن جفّت مزاريبها....
بلادي..
و الخطوة الملتحمة بغبار السّفر الصّعب....
خطوتي....
و الوجوه المتأرجحة بين رياح السّؤال....و السّجون.
ورديء الخمور...
أهلي.....
والمرأة النّابتت خلف سرو القلب لدّميم..
يشجّها آجرّ الأقلام....
قدري.......
والكلام وإن كُفكف منه كلّ الكلام....
كلامي........
والأبواب وإن غلّقت
على قفى المكان...
مداخلي......
والأطفال وإن هم ليسوا من مائي.....
أطفالي........
والخرائط لي...
ولي كلّ خزائن البلح الممشوق سكّرا وزعافا ....
وأنا....يا أنا..
مجيول بسواد الحانات..
ورقص زوربا المفضوح في الحلم القديم....
أخفض هامة خمري قليلا..
ليستقيم المساء..
و أعاشر منامي كزوجي ..
و أخلف في الأرض حبقا معوقا
في مراجل الّذين فاتوا تحت السّماء الأولى للغربة..
و الأخيرة......
وأنا....يا أنا..
منعوت بحبّ القبور ......
و إن أفرخت من روحها....
ألتصق بصرير الكمد فيّ ....
و أنتبه إلى فروة الأشياء... أشيائي..
أمرّر عليها جسدي ...إن لدعتني هي لي ...
و زوربا المسجون في قفص الحركة ..
منذ اللأزل يدميني...
و الرّاح وإن نضُح دمها المكويّ بجنون السّلف ترويني ............

الثلاثاء، يونيو 10، 2008

دلتا الدار البيضاء----------بقلم خالد أخازي

اللعنة
....……...
كلما حضرتني قصيدة باردة
ابحث لها عن معطف في أزقة مدينتي البائسة
فلا أجد في فيترنات العارضين
غير الفراء ودعوات مجانية
لقضاء ليلة دافئة
في أندلسيات مراكش
اللعنة !
تقف القصيدة طويلا
.....................
تراقب ليلا مومسات بلدي وهن يوزعن
بؤسهن ....
لذة للعابرين.....
للسكارى....
من أين قدم كل هذا العار؟
الباحثون عن طوق نجاة من خواء....
يشترون السراب في الحانات
وعلب ليلية ماكرة
ترمي الرساميل ....
في دلتا الدار البيضاء...
بعيدا عن مصب بحار بلدي...
تسأل عن رجال بلدي...
هيهات....
رجال البلد يسكرون في الأحراج
رجال بلدي سكنوا الأبراج
رجال بلدي في سياحة...
في أقصى قطب مجمد
وحينما يعودون للشارع....
لا نعرفهم في عباءاتهم الجديدة..
اللعنة.. !
القصيدة تقف عند العتبات....
في الدار البيضاء عالمان...
عالم للنوم على الأدراج....
في حضن الإسفلت الرخامي.
في الخرب والمغارات الحضرية....
في البراريك العارية...
في الدور المتهالكة .
في العلب الإسمنتية الفاضحة.
وعالم للسهر في كورنيش عين الذئاب.
دلتا بلدي
لأنهار الرشاوى وعصر الأثداء
أطفال بعيون العجزة
سلع يومية....
لحمقى ...لمهوسين
يلمعون غرور الأبدان..
يوزعون الشكولاطا والعلك
في الحانات والزوايا...
وبعض الناس
يشترون ليمنحوا لزمنهم فرصة الانتشاء..
وبعض الناس
يشترون ليتلقطوا نبض الشارع والأنباء...
وأكثر الناس لا يشترون....
لأنهم محنطون.
نساء في ثوب الحداد....
يساومن العزاء بالكراء....
يساومن القضاء بالخفاء...
مرضى يخترقون قلاع التجهم...
بقصف الوصفات الطبية الثقيلة....
بطون كجراب الغنكر.....
أين مستشفيات بلدي؟
أين كنوز بلدي ؟
في الدار البيضاء كل شيء صفيح
السكن والحلم والنسيم...
عدا أصحاب الكلاب الناذرة...
عدا من يسكنون دلتا الدار البيضاء...
بعيدا عن جغرافيا القلق..
بعيدا عن هبوب الريح.
اللعنة. !..
اللعنة. !..
كيف تمر القصيدة في الدار البيضاء....؟
وتلبس لبوس الإغريق والبهاء.....
وتنتعل أحذية باريس واستوكهلم....
وفي بلدي كل الهراء...
اللعنة. !..
أنا والقصيدة
كي نفرح لا بد أن نستحم في بركة الزقاق...
عاريين إلا من ثوب السؤال
" أين ينتظر الصباح في الدار البيضاء....
دورة في دورة الزمن...؟
خالد أخازي
ا لدار البيضاء المغرب 08/06/2008

الاثنين، يونيو 09، 2008

"الدخول"* نص شعري ليوسف التيجاني

"الدخول"*
* "الدخول" نص انكتب قبل ثلاث سنوات لكنه أفصح عن نفسه خلال جلسة معمدة برحيق الدوالي ومعانقة هسيس الذات المتلحفة بحمق المدينة-طبعا المدينة الإسمنتية، المدينة الشبح البيضاء 07/06/2008

الساعة الخامسة صباحا
شباك مفتوح
المدينة عارية تماما
إلا من أضواء المرور
أزيل كل الثياب عني
ونغوص أنا والمدينة
في البحيرة التي غادرها المكان
رجاء...
إن أردتم الخروج إلينا
فانقروا الباب المفتوح
سأرتدي لكل نقرة ثوبا
وانزع جلدي حتى
لحبيبتي التي غادرت طفولتنا
مثل ريح
لم تترك
غير الزكام.

السبت، يونيو 07، 2008

الخطأ العجوز بقلم خالد أخازي

وأنا أقدم إحدى الحصص الدراسية في مادة العلوم، حول التوالد عند الإنسان، هذا الدرس الذي لازمني خمسة عشر سنة، تمعنت جيدا في الصورة التي تحدد أجزاء الجهاز التناسلي عند الرجل ،توقفت عند العنوان العريض للوثيقة " الجهاز التناسلي للرجل" لم أنتبه إلى نظرات اليافعين واليافعات وطفقت أفكر بصوت عال محدثا نفسي كيف لم أكتشف الخطأ منذ سنين ؟"" كررت التساؤل فارتفع صياحي عاليا، تسمرت نظرات التلاميذ في ملامح وجهي الذي احتقن دما، وعدت أردد في جنون " كيف لم أنتبه للخطأ منذ سنوات؟..كيف...؟....كيف..؟ في الساحة تحدث الأساتذة والتلاميذ عن لمم أستاذ للعلوم . في مكتب المفتش طلب منه أن يعطي تعليلا لفورته . " لا يمكن لهذا العضو الجميل الذي يمنح الحياة...واللذة...والمتعة....والرغبة....والاستمرار....أن يسمى بالجهاز...كأنه تلفاز أو مكنسة كهربائية أو سلطة قامعة ...لا يمكن تجريده من الحياة...ووصفه بالتناسلي فقط..كأنه أداة مفرغة من دم يجري بالحب و الرغبة " ... هكذا تحدث الأستاذ وطلب في المحضر تصحيح العبارة...لأنها تغتال الحضارة. في تعليق المفتش على تعليل الأستاذ أوصى بعرضه على طبيب مختص لمعرفة مدى سلامة قواه العقلية وفي انتظار ذلك أشار بالقلم الأحمر الجاف على ضرورة مراقبته عن كثب.

الثلاثاء، يونيو 03، 2008

نص شعري :الــــــــــوقت- -بقلم رياض الشرايطي تونس

الــــــــــوقت ،،،
.................
في عينيك دقيقة تنسج الرّحيل ،،
.................
الــــــــــوقت ،،،
قارعة طقوس الـفاجعة ،،
قوامها فيالق من البطريق اليتيم ،
تسافر قرب قشّ الــــــقلوب ،،
قريب هو قارب قدرهــــــــا،،
المبحر في قداسة قمرها الآفل ،،،
الــــــــــوقت ،،،
قارعة طقوس الـفاجعة ،،
الــــــــــوقت ،،،
جدار اللّحظة المفقودة في ريش القبّرات ،،
تأتيها الــــرّيح ،، فتصــــــمد ،
على حافة قبلة شذاها قـــوافي ،،،
الــــــــــوقت ،،،
.................
في عينيك دقيقة تنسج الرّحيل ،،
.................
تشكّل قهوتها كما قسمات السّاعة الشّقية ،،
تبحث في دفاتر القيامة عن مواقيت ورق الفوضى،،،
أرق يصعد خرقة عقاربها الــــمفزوعة ،،
في زحمة قلقها تطرّز باقة من عقوق قرميد الضّجيج،،
للباقية على شفى قرن من النّحيب ،،
تعُدّ كمْ من قيض قام في حضن الطّريق؟؟
و الطّريق له لبـــاقته في قطف قربان السّفر ،،
و السّـــــــفر ممْكن لــــه أن يكون
في طيّ إسفلت قـــــــــــــــــديم،،
أو في دمع قلـــــم عـــــــــــــقيم ،،
ممْـــــــــــــــــكن ،،،
لكنّ الوقت يضع متاريسه قدّام ورق الشّوق ،،
فتنتــــحر كلّ الدّقــــائق ،،
و أسفار الـــــــــــقطا ،،،
الــــــــــوقت ،،،
.................
قنّينة تقرأ جموح قدحـــي،،
فتتأهّب كلّ قموحي لعناق جفاف شفق
ممدود على صفحة قصدير أقواس نصر
منقوشة على هامة هــــــــــــــــزائمي،،،
الــــــــــوقت ،،،
.................
الآن غيري يحتفل بغيري،،
و أنـــــــــــا أضمحـــــــــــــــــــــــلْ

"حمق في اتجاهين" أو "مجتمع فقد بوصلة الطريق" بقلم أحمد باخوص

المبدع العزيز خالد أخازي: ما أدبجه في هذه التدوينة ليس قراءة نقدية تحتكم لمنهج من المناهج النقدية-والتي حشى بها أدمغتنا بعض الأساتذة الجامعيين طبعا مع بعض المغالطات لقصر فهمهم أو لغرورهم المعرفي - إنها فقط تماس مع نصك السردي وتفاعل مع مجرياته وتيمته وحتى شخصيته المشاكسة ولما لا الجنونية، أليس الحمق هو قمة التعقل .أتمنى أن لا أكون تعسفت على نصك وإن حصل ذلك جد لصديقك العذر فقط لأنه ينتمي كما تعلم للحمقى والمجانين والحالمين والمتوهمين... بمعنى من المعاني التي أشار لها كولن ويلسون في كتابه "سقوط الحضارة " وأقصد "اللامنتمي".

"حمق في اتجاهين" نص سردي يمتح من اليومي لكي لا نقل الواقعي حتى لا نغضب بعض جهابذة النقد عندنا من دكاترة شداد لا يملكون غير شهاداتهم الكرتونية، ومثقفين لا يشق لهم غبار، يعيثون في النصوص دما ماداموا لا يستطيعون كتابة ولو جملة بحس إبداعي. نص كأنه يتصيد المبتذل والمنفلت والهامشي الذي تلاشى بين أوهام بعض من يتوهمن أنهم يمثلون النخبة داخل مجتمع فقد بوصلة الطريق، وهو الآن يحث الخطى نحو الهاوية مما يجعل ضرورة التخلص من النمطية والعادات المخملية للعيش في انسجام مع الذات ومع "واقع" يتطلب الفهم بعمق والتماهي معه حتى لا تتفاقم الحالة الشيزوفرينية التي تتخبط فيها مجتمعاتنا العربية، لهذا نجد السارد الذي يتخفى في لبوس شخصية مهيمنة على السرد، شخصية/سارد يعيد النظر في عاداته اليومية المفروضة عليه بفعل ضغوطات وأوهام المجتمع: أوهام الأسرة، أو هام زملاء العمل، أوهام...، شخصية حينما وعت بذاتها وبواقعها الشاذ أرادت التخلص منه ولم تجد غير الصمت في نهاية المطاف للتخلص من أوهام العاقلين-الحمقى- كأننا بالشخصية الساردة لم تعد تحفل بالآخر مادام-هذا الآخر- انصاع لروتين عاداته الآلية، تلميع الحداء، لباس ربطة العنق أي الاهتمام بالشكل الخارجي فقط لتلميع صورة متوهمة للدلالة على التحضر الوهمي. شخصية لم تعد تحفل لرأي ومواقف الآخرين باعتبارهم شواذ عن طبيعتهم الإنسانية والاهتمام بالمظاهر الكاذبة، لهذا تطمح الشخصية للارتباط بالأرض من خلال فعل المشي حافية تماسا مع أمنا الأرض- وهنا تحظرني واقعة كانت تحصل رفقة صديق شاعر وزجال بمدينة فاس وخاصة أتناء فصل الربيع ، كانت لصديقي المبدع رغبة جامحة في المشي حافيا متخلصا من حدائه والامتداد على الأرض مؤكدا على الرغبة في العودة لمرتع صباه حيت الامتداد والفراغ ورائحة الأرض الطيبة خاصة في البدايات الأولى من الشهر المطير، والاستمتاع بالغروب وأمسيات وليالي حكايا الرعاة والجدات- بل الذهاب بعيدا بالعودة للطبيعة الإنسانية، طبيعة العري دلالة ورغبة في التخلص من خطايانا وقبحنا وتفاهاتنا وعيش الحياة بتلقائية، كأني بالسارد وصل حالة التوحد مع الطاو، ومع فلسفات الشرق القديمة الممجدة للإنسان في توحده التام مع ذاته و الطبيعة أو كأني بالسارد/ الشخصية يعبر عن الحالة التي وصل لها الإنسان المبدع-اللامنتي- في حضارتنا المتقدمة-طبعا الحضارة الغربية المعاصرة-، الحضارة الضاربة في اللاإنسانيتنا، حضارة فقدت بوصلتها مع عمق وأفق إنسانيتنا. بالفعل إنه "حمق باتجاهين" يطوقنا بحمق ناذر.