السبت، يونيو 07، 2008

الخطأ العجوز بقلم خالد أخازي

وأنا أقدم إحدى الحصص الدراسية في مادة العلوم، حول التوالد عند الإنسان، هذا الدرس الذي لازمني خمسة عشر سنة، تمعنت جيدا في الصورة التي تحدد أجزاء الجهاز التناسلي عند الرجل ،توقفت عند العنوان العريض للوثيقة " الجهاز التناسلي للرجل" لم أنتبه إلى نظرات اليافعين واليافعات وطفقت أفكر بصوت عال محدثا نفسي كيف لم أكتشف الخطأ منذ سنين ؟"" كررت التساؤل فارتفع صياحي عاليا، تسمرت نظرات التلاميذ في ملامح وجهي الذي احتقن دما، وعدت أردد في جنون " كيف لم أنتبه للخطأ منذ سنوات؟..كيف...؟....كيف..؟ في الساحة تحدث الأساتذة والتلاميذ عن لمم أستاذ للعلوم . في مكتب المفتش طلب منه أن يعطي تعليلا لفورته . " لا يمكن لهذا العضو الجميل الذي يمنح الحياة...واللذة...والمتعة....والرغبة....والاستمرار....أن يسمى بالجهاز...كأنه تلفاز أو مكنسة كهربائية أو سلطة قامعة ...لا يمكن تجريده من الحياة...ووصفه بالتناسلي فقط..كأنه أداة مفرغة من دم يجري بالحب و الرغبة " ... هكذا تحدث الأستاذ وطلب في المحضر تصحيح العبارة...لأنها تغتال الحضارة. في تعليق المفتش على تعليل الأستاذ أوصى بعرضه على طبيب مختص لمعرفة مدى سلامة قواه العقلية وفي انتظار ذلك أشار بالقلم الأحمر الجاف على ضرورة مراقبته عن كثب.

ليست هناك تعليقات: