الثلاثاء، يونيو 10، 2008

دلتا الدار البيضاء----------بقلم خالد أخازي

اللعنة
....……...
كلما حضرتني قصيدة باردة
ابحث لها عن معطف في أزقة مدينتي البائسة
فلا أجد في فيترنات العارضين
غير الفراء ودعوات مجانية
لقضاء ليلة دافئة
في أندلسيات مراكش
اللعنة !
تقف القصيدة طويلا
.....................
تراقب ليلا مومسات بلدي وهن يوزعن
بؤسهن ....
لذة للعابرين.....
للسكارى....
من أين قدم كل هذا العار؟
الباحثون عن طوق نجاة من خواء....
يشترون السراب في الحانات
وعلب ليلية ماكرة
ترمي الرساميل ....
في دلتا الدار البيضاء...
بعيدا عن مصب بحار بلدي...
تسأل عن رجال بلدي...
هيهات....
رجال البلد يسكرون في الأحراج
رجال بلدي سكنوا الأبراج
رجال بلدي في سياحة...
في أقصى قطب مجمد
وحينما يعودون للشارع....
لا نعرفهم في عباءاتهم الجديدة..
اللعنة.. !
القصيدة تقف عند العتبات....
في الدار البيضاء عالمان...
عالم للنوم على الأدراج....
في حضن الإسفلت الرخامي.
في الخرب والمغارات الحضرية....
في البراريك العارية...
في الدور المتهالكة .
في العلب الإسمنتية الفاضحة.
وعالم للسهر في كورنيش عين الذئاب.
دلتا بلدي
لأنهار الرشاوى وعصر الأثداء
أطفال بعيون العجزة
سلع يومية....
لحمقى ...لمهوسين
يلمعون غرور الأبدان..
يوزعون الشكولاطا والعلك
في الحانات والزوايا...
وبعض الناس
يشترون ليمنحوا لزمنهم فرصة الانتشاء..
وبعض الناس
يشترون ليتلقطوا نبض الشارع والأنباء...
وأكثر الناس لا يشترون....
لأنهم محنطون.
نساء في ثوب الحداد....
يساومن العزاء بالكراء....
يساومن القضاء بالخفاء...
مرضى يخترقون قلاع التجهم...
بقصف الوصفات الطبية الثقيلة....
بطون كجراب الغنكر.....
أين مستشفيات بلدي؟
أين كنوز بلدي ؟
في الدار البيضاء كل شيء صفيح
السكن والحلم والنسيم...
عدا أصحاب الكلاب الناذرة...
عدا من يسكنون دلتا الدار البيضاء...
بعيدا عن جغرافيا القلق..
بعيدا عن هبوب الريح.
اللعنة. !..
اللعنة. !..
كيف تمر القصيدة في الدار البيضاء....؟
وتلبس لبوس الإغريق والبهاء.....
وتنتعل أحذية باريس واستوكهلم....
وفي بلدي كل الهراء...
اللعنة. !..
أنا والقصيدة
كي نفرح لا بد أن نستحم في بركة الزقاق...
عاريين إلا من ثوب السؤال
" أين ينتظر الصباح في الدار البيضاء....
دورة في دورة الزمن...؟
خالد أخازي
ا لدار البيضاء المغرب 08/06/2008

ليست هناك تعليقات: