الجمعة، مارس 21، 2008

حكي الشجر

حكي الشجر والقدر سألت الشجر... متى أورقت آخر مره؟ هز ماتبقى من ورق محتضر وقال" لما مر الفرسان تحت ظلالي وتبادلوا الحكي عن النهر القادم من الشرق.. يعبر المغرب ويسقي القصائد المتهمة بالوهن.. يسافر وفي صدره شمس تدفئ مضارب المطر." سألت الشجر.. يا شجر بلادي متى سقطت آخر حبة من عود على مهل... فأكل الناس والنار والطير والقمر.. قال وهو يهز ماتبقى من ليلة: "لماكان القطاف في السحر حولي وكان الغناء والسمر وكان الرجال أكثر من رجال في المحن. والنساء يغزلن الصبر من أثداء مهترلة، لكن تمنح الحياة والنخوه. ومواويل تتفجر على مجرى العيون. لما كان في البلد عيد وطبل وحناء وقدر لما كان في البلد أعراس وبنادق وغفر لما كان في البلد حصاد يريح القلوب والطير وتقمر حباته في البيوت رغيفا ودفء يجمع الناس على حكاية وأغنيه بين النخيل والكروم ودغل النجوم." سألت الشجر متى أورقت آخر مره قال : "قبل هذا الزمن البليد بكثير بعد أن أصبح في البلد غفر يستنفرون لضرب النساء والصبايا وحدائق البلد مشرعة للغزاة يرميهم الصغار بالحجارة والقمامه ترميهم النساء بشهداء من الأثداء بينما عسس البلد يوزعون الحذر ويسمون سقوط القلاع جولة في قدر وموت الصغار أمام أعين الأمهات حكمة قدر.." سألت الشجر متى تورق مرة ثانية؟ قال:" لما تمر من هنا قوافل العرب لما ينام الصغار فيحلمون كالأطفال بغد بلا رماد وطريق بلالا لعلعة رصاص وسماء بلا دخان.. بيوم تمطر سحبه لتزهر الشهامة مرة ثانية في صدور الفرسان... فيكرون ويدبرون ويلقون القصائد تحت بهاء البندقية سألت الشجر عن القدر فقال"تصنعه البنادق زمن الحذر" خالد أخازي
الدار البيضاء

ليست هناك تعليقات: